السراج ، وقد توفي أبو القاسم هذا ، في ذي الحجة سنة ثلاث مئة وأربع وأربعين وهو البطن الرابع من حمويه الدّهقان الطّهمانيّ (١).
وكانت هناك قناة قديمة ، قام حمويه بعمارتها ، وأجرى فيها الماء ، ولذلك قيل لها «كهنه آب» (٢).
وعندما حلّ هارون الرشيد ضيفا لديه ، سأله : كم تستطيع أن تستضيفني في أيام القحط هذه؟
قال حمويه : إن كانت هناك عدالة ، فإلى ما تشاء.
قال : أي عدالة تريد؟
قال : أن لا يتعرّض للمزروعات والمحاصيل ، وأن تأمر الشحنة وأعوانه أن لا يسرفوا في القش والحطب ، لأن كلا الإتلاف والإسراف مضر بالمنافع :
ومن يجد الطريق إلى المعالي |
|
فلا يذر المطيّ بلا سنام (٣) |
وقد جعل هارون الرشيد حاجاته وطلباته ومقاصده ، مقرونة بالنجح والإجابة والإسعاف ؛ وقد أقام أربعة أشهر ، بسبب المرض الذي حلّ به.
وعندما أراد هارون الرشيد التوجه إلى طوس ، قال لوزيره الفضل بن الربيع ، لقد كان لهذا الدّهقان يد بيضاء في تشييد معالم الضيافة ، ولم يترك شيئا من أعمال المروءة ، لذا فقد أصبح لزاما علينا أن نكافئه ، وأن نصونه من العجب ، وأن لا نضيع
__________________
(١) تحت عنوان (الطّهمانيّ) ترجم السمعاني (الأنساب ، ٤ / ٨٨) لأبيه أبي بكر محمد بن حمويه بن عباد وقال إنه توفي سنة ٣١٣ ه ، وذكر أنه نقل ترجمته من تاريخ نيسابور للحاكم (انظر أيضا : تاريخ نيسابور ، ١٤٢) وقد ترجم الحاكم كذلك (ص ١٦٥) لابنه المذكور هنا وأورده على الشكل التالي : عبد الله بن محمد بن محمد بن حمويه بن عباد ، أبو القاسم بن أبي بكر الطّهمانيّ.
(٢) ترجمتها قناة الماء القديمة.
(٣) لأبي الطيب المتنبي.