وخمسين وأربع مئة ، وكانت مدة وزارته ثلاثين عاما تقريبا.
قتل نظام الملك بالوجاء ، وجأه واحد من أصحاب القلاع ، في العاشر من شهر الله المبارك رمضان سنة خمس وثمانين وأربع مئة بأصفهان.
وكانت ولادته في سنة عشر وأربع مئة ، وطالعه الميزان ، والسماك على درجة طالعه ، والشمس في الحمل هاه ، والقمر في الثور ح ه ، وزحل في الجدي ، والمشتري في السرطان ، والمريخ في الحمل ، والزهرة في الحوت ، وعطارد في الثور ، والله أعلم.
قال البارع الفضلويّ (١) في رثاء نظام الملك :
كان إقبال نظام الملك في ازدياد |
|
وكانت وزارته ميمونة على الخلق |
وأمان الدنيا مقرون بيمنه |
|
فالآنوقدرحلأخشىأنتكونالقيامة قدأزفت |
وكانت مدة بقاء السلطان ملك شاه من بعده ، كحسوة الطائر ، وزورة الزائر ، وقد سقي سما على يد خادمه ـ وكان ذلك السم شحم أرنب بحري (٢) ـ فانتقل إلى جوار رحمة الحق تعالى ، في شوال سنة خمس وثمانين وأربع مئة ، وكان بين قتل نظام الملك ووفاة السلطان ملك شاه أقل من أربعين يوما رحمهماالله.
قال البارع الهرويّ في رثائهما :
ذهب من كان ملكا على ملوك العالم |
|
وكان قدره الفلك لسموّ رفعته |
غادرنا برفقة صدر العالم في سفره |
|
فواحسرتاه ، كان ذهابهما على حين غرة |
__________________
(١) هو البارع الهرويّ الذي عرفنا به آنفا.
(٢) نقل الدميري (حياة الحيوان الكبرى ، ١ / ٣٥) وصفه من ابن سينا فقال : «إنه حيوان صغير صدفي وهو من ذوات السموم إذا شرب منه قتل». ووصف البيروني الأرنب البحري في الصيدنة (ص ٣٦) فقال : «من جملة الخزفيات كالأصداف وأمثالها. قالوا : وهو قطاع حجرية تضرب إلى الحمرة وفي خلالها ما يشبه زبانى السرطان. وهو يقتل بتقريحه الرئة ، وتحلق الشعر بالضماد».