وكان قتل فخر الملك في عاشوراء سنة خمس مئة (١) ، وأنا أتذكر [٧٧] ذلك ، حيث كنت آنذاك في عهد الطفولة أدرس في الكتّاب بنيسابور.
وقد توفي الفقيه الأجل أبو القاسم عبد الله بن علي بن إسحاق (٢) ، في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وأربع مئة في مدينة سرخس ، حيث كان ابنه شهاب الإسلام (٣) محبوسا في قلعة ترمذ آنذاك.
أما الشيخ أميرك النّزلاباديّ الذي مرّ ذكر نسبه ، فقد انتقل إلى جوار رحمة الحق تعالي في صفر سنة ثمان وستين وأربع مئة وهو جدّ السيد الأجل العالم الأطهر بهاء الدين فخر الإسلام رئيس النقباء علي بن أبي القاسم الحسينيّ الفريومديّ (٤) ، وجدّ الإمام ظهير الدين أبي المكارم عبد الملك بن شهاب الإسلام ، وجدّ صفي الدين الحسن بن شمس الرؤساء علي بن منصور بن محمد بن إسحاق (٥).
ومات الشيخ الرئيس شاه أخوه ، في ذي القعدة سنة تسع وسبعين وأربع مئة.
ومات شمس الرؤساء أبو الحسن علي في رمضان سنة تسع عشرة وخمس مئة (٦).
ومات أخوه الرئيس الإمام بدر الدين محمد (٧) في طريق الحج سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة ودفن ببغداد في مقابر قريش. قال السيد الأجل العزيز بن هبة الله (٨) يرثيه :
__________________
(١) في مجمل فصيحي (٢ / ٢١٤) حوادث ٥٠٠ ه «شهادة الوزير فخر الملك بن نظام الملك الحسن الطّوسيّ بأيدي الملاحدة خذلهم الله». ويقصد بالملاحدة الإسماعيلية.
(٢) هو شقيق نظام الملك الوزير (مجمل فصيحي ، ٢ / ٢٠١).
(٣) كان وزيرا لدى السلطان سنجر بن ملك شاه (مجمل فصيحي ، ٢ / ٢٠٦).
(٤) هو فخر الدين علي بن زيد ، ويرد بكثرة في هذا الكتاب.
(٥) سيترجم المؤلف لجده منصور بن محمد بن إسحاق وهو من أسرة نظام الملك.
(٦) في مجمل فصيحي (٢ / ٢٢٦) : كان نائب الوزارة وتصوّف في آخر عمره واعتزل الأعمال السّلطانيّة.
(٧) ورد في مجمل فصيحي (٢ / ٢٢٦) أن لقب محمد بن منصور هذا هو بدر الرؤساء ، وفي طرائف الطرف (ص ٨٨): «كتب بدر الدين محمد بن منصور البيهقيّ إلى سيد الأدباء ...».
(٨) هو جلال الدين الذي سيترجم له المؤلف في فصل الأدباء ذوي اللسانين.