فلما ودع هارون الرشيد الحياة في طوس ، ذهب حمزة ابن الكسائيّ إلى بيهق وأقام هناك ، وقد قتل حمزة هذا في رباط علي آباد في حرب حمزة بن آذرك الخارجي كما تقدم ، وبقي له في قرية أفجنك طفل اسمه حسين ، وكان الخوارج قد قتلوا كل الأطفال الذكور ، إلا إنهم لم يصلوا تلك القرى.
وقد ترعرع الحسين بن حمزة الكسائيّ الأديب ، وحصل على نصيب من الأدب ، واشتغل بالتجارة والسفر بالبحار ، وكان له ابن يدعى إسماعيل ، وقد ذكر إسماعيل هذا في تاريخ بغداد (١). وذكره الإمام أوحد الدين أبا المعالي الرشيدي (٢) في تاريخه فقال : من أولاد إسماعيل بن الحسين بن حمزة بن علي الكسائيّ النحوي : محمد بن إسماعيل.
والعقب من محمد : عبد الرحمن.
ومن عبد الرحمن : أبو الحسن.
ومن أبي الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل بن الحسين بن حمزة بن الإمام الكسائيّ على بن حمزة الكسائيّ : جمال الدين أبو عبد الله الحسين بن علي ، وصائن الدين حمزة بن علي.
وجمال الدين هو البطن العاشر من الكسائيّ النحوي ، والعقب من جمال الدين : الأمير علاء الدين محمد ، وأمه أم ولد (٣) ، وقد درج ولم يكن له عقب.
والعقب من صائن الدين حمزة القاضي : ضياء الدين أبو الحسن ـ وله عقب ـ وأبو
__________________
(١) لم نجده في تاريخ مدينة السلام.
(٢) ترجم له السمعاني في الأنساب (٣ / ٦٩) فقال : «أبو المعالي مجدود بن محمد بن محمود الرشيدي ...» ، وفي تتمة صوان الحكمة (ص ١٤٨): «من أولاد هارون الرشيد ، توفي في ٣ ربيع الأول سنة ٥٣٨ ه».
(٣) أمّ ولد : الجارية المملوكة إذا حملت من سيدها.