ومذكرا وواعظا ، وكانت المجامع والمحافل تعقد في داره ، وله أخ هو السيد أبو عبد الله الحسين الملقب بجوهرك (١) ، وكان شابا حاد المزاج ، فوقعت بينه وبين أبناء أخيه السيد الإمام أبي عبد الله الحسين بن داود المحدث مشاجرة ، انتصر فيها أصحاب الإمام المطّلبيّ الشافعي رضياللهعنه لأبناء السيد أبي عبد الله ، فانتقلت النقابة من هذا البيت إلى ذاك ، وتفرق أبناء السيد الأجل أبي علي.
وقد كان السيد الإمام الأجل أبو جعفر محمد نقيبا ورئيسا لمشهد مدة من الزمان ، وعندي نسخة المثال الذي كتب باسمه من ديوان السلطان مسعود بن محمود ، الذي وقعه بتوقيع : المسعود من سعد بالله ، ثم جاء إلى قصبة سبزوار وسكن هناك ، ولابنه السيد الأجل أبي الحسن علي صلة بالفقيه الرئيس أبي عبد الله محمد بن يحيى ، وأم السيد الأجل أبي الحسن هي بنت الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطّبرسيّ (٢) ، وقد ذكره الشيخ أبو منصور الثّعالبيّ وذكر أشعاره ، حيث أورد كل تفصيل هذا المعنى في بداية كتابه.
فصل في ذكر شعراء الفارسيّة الذين نبغوا في هذه الناحية
لم نثبت هنا أسماء الصدور والكبار كالسيد الأجل العزيز ، والسيد الأجل يحيى ،
__________________
(١) هم أربعة إخوة : أبو علي محمد وأبو القاسم علي وأبو عبد الله الحسين الملقب جوهرك وأبو الفضل أحمد. وأمهم جميعا عائشة بنت أبي الفضل البديع الهمذاني (عمدة الطالب ، ٣٤٧ ؛ لباب الأنساب ، ٢ / ٦٥٧).
(٢) قوله : «وقد ذكره الشيخ أبو منصور الثّعالبيّ» ، المقصود أنه ذكر الفضل الطّبرسيّ. وقد ورد اسمه في الأصول : الفضل بن محمد ، والصواب ما أثبتناه. وقد ترجم له المؤلف فيما مضى ، إلّا أن اعتماد مؤلفنا هنا على الثّعالبيّ جعله يكتبه بهذا الشكل ، حيث ورد في تتمة يتيمة الدهر (ص ٢٢٦) : الفضل بن محمد بن الحسين الطبرستي (كذا). ونقيب مدينة مشهد المذكور أعلاه هو أبو جعفر محمد بن علي الشاعر الملقب بباغر بن عبيد الله بن عبد الله ... (لباب الأنساب ، ٢ / ٥٩٧).