ولا على حاشيته أي ضرر ، لكونه قد أحرق تلك الشجرة بالنار وكان زردشت الذي زرع تلك الشجرة عابدا للنار. وربما كان سيقع حادث ما ، لو أنه قطعها قطعا ، وقد بقي الأمير ينالتكين حيا إلى سنة إحدى وخمسين وخمس مئة أي أنه عاش بعدها أربعة عشر عاما.
وكانت الخاصية التي في شجرة فريومد هي أن كل ملك تقع عينه عليها ، تأتيه نكبة في تلك السنة ، وقد تكررت هذه التجربة زمنا طويلا.
أعجوبة : لم ينقطع المطر الذي بدأ في السادس من حزيران سنة ست وثلاثين وخمس مئة حتى الثامن من حزيران ، حيث كانت الشمس في ثالث درجة الجوزاء ، وقد وقع في ناحية بيهق خراب لا يقدر البيان على وصفه ، وكانت الشمس في آخر الحوت ، فسقط الثلج ليلتين مع نهاريهما ، ثم تساقط البرد لمدة أسبوع ، وقد بلغ ذلك البرد حدّا أن هلك فيه الكثير من النبات والأشجار ، وذلك في سنة ستين وخمس مئة.
[٢٨٤] فصل : وصل إلى باب القصبة مؤيد الدولة والدين كسرى خراسان ، ملك المشرق آي آبه (١) خلّد الله دولته في العاشر من محرم سنة إحدى وستين وخمس مئة ، بجيش جرّار من الخيّالة والمشاة ، وتتابعت الحرب ، ودمّر جدار القصبة من جهة الجنوب بأحجار المنجنيق ، وقتل كثير من الخلق ، وقد انتهت تلك الحرب بتوسط من الأصفهبد فخر الدولة كرشاسف بن مرداويج بن كرشاسف ، حيث أخذ ملك المشرق رهائن من الأولاد وأعزة أكابر القصبة ، ونقلهم إلى نيسابور ، ثم عاد في الخامس من صفر سنة إحدى وستين وخمس مئة ووقعت الحرب مرة أخرى في جمادى الأولى وجمادى
__________________
(١) المؤيد آي آبه : أحد مماليك السلطان سنجر السّلجوقيّ ، استولى سنة ٥٤٨ ه على نيسابور ونسا وأبيورد ودامغان (لغت نامه دهخدا ، مادة «آي آبه»). وعن نهايته يقول فصيح الخوافيّ في حوادث ٥٦٩ ه : «وقعت الحرب بين الملك المؤيد والي خراسان المتحالف مع سلطان شاه بن إيل أرسلان وبين السلطان علاء الدين تكش خان فأسر الملك المؤيد ، وأمر السلطان علاء الدين بشقه إلى نصفين في بلاطه وذلك في يوم عرفة» (مجمل فصيحي ، ٢ / ٢٦٠).