وستين وستمائة تقريبا ، واشتغل هناك ، وقدم دمشق في أول سنة ثلاث وتسعين ، وله ترجمة طويلة توفي بدمشق سنة تسع (بتقديم التاء) وعشرين وسبعمائة ، ودفن بسفح قاسيون ، ثم درس عوضا عنه الشيخ شهاب الدين بن المجد وهو بالقاهرة.
قال ابن كثير في سنة سبعمائة : وفي شوال درّس بالاقبالية الشيخ شهاب الدين بن المجد عبد الله عوضا عن علاء الدين القونوي بحكم إقامته بالقاهرة انتهى. والشيخ شهاب الدين هو قاضي القضاة شهاب الدين محمد بن المجد عبد الله بن الحسين بن علي الروذراوري الاربلي الأصل ثم الدمشقي ، قاضي قضاة الشافعية بدمشق ، ولد سنة اثنتين وستين وستمائة ، اشتغل وبرع وحصل وأفتى سنة ثلاث وتسعين ودرّس بالاقبالية هذه ثم بالرواحية ، وتربة أم الصالح ، ثم ولي وكالة بيت المال ، ثم صار قاضي قضاة الشام ، إلى أن توفي في مستهل جمادى الآخرة ، ثم درس بالاقبالية المذكورة الامام العلامة المدرس المحقق عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن خليفة بن عبد العالي ، وهو نابلسي الأصل الحسباني ، ميلاده تقريبا سنة ثماني عشرة وسبعمائة ، وأخذ بالقدس عن الشيخ تقي الدين وهو القلقشندي الأصل ولازمه حتى فضل ، وقدم دمشق سنة ثمان وثلاثين ، فقرر فقيها بالشامية البرانية ، وأنهاه مدرّسها الشيخ شمس الدين ابن النقيب ، وانتهى معه الشيخ علاء الدين بن حجي في السنة المذكورة ، ولم يزل في نموّ وازدياد واشتهر بالفضيلة ، ولازم الشيخ فخر الدين المصري حتى أذن له بالإفتاء ، ودرّس وأفتى وأفاد وقصد بالفتاوى من البلاد ، وناب عن أبي البقاء والبلقيني ، وكان ممن قام على القاضي تاج الدين السبكي ، وأخذ منه تدريس الأمينية ، ودرّس بالاقبالية هذه والجاروخية ، توفي في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وسبعمائة ، ودفن بباب الصغير قبلي جامع جراح على يسرة المار نحو القبلة ، ثم درّس بها نحو سنة خمسين وسبعمائة الكمال أبو بكر بن الشريشي وقد تقدمت ترجمته في دار الحديث الناصرية ، ثم درّس بها بعده ولده العلامة الأصيل إمام أهل اللغة في عصره بدر الدين أبو عبد