ثم قال في جمادى الآخرة منها : وفي يوم الاثنين ثالثه لبس القاضي شمس الدين بن الكشك خلعة عوده إلى القضاء من بيته وجاء إلى دار السعادة فسلم على النائب ، وذهب إلى الجامع ومعه القضاة والحجاب وكاتب السر وناظر الجيش وجماعة من الفقهاء والأعيان ، فقرأ تقليده بدر الدين ابن قاضي أذرعات ، وكان قد ورد على يده ، وتاريخ ذلك عاشر جمادى الأولى ، ولم ينتظم ما جاء به الخبر أولا من أخذ النورية والصادرية من القاضي شمس الدين الصفدي ، وكان قد جاءهم كتاب بذلك ثم انتقض انتهى.
ثم قال في شعبان منها : وفي يوم الخميس سادس عشره جاءه الخبر بأن السيد ركن الدين بن زمام ولي قضاء الحنفية عوضا عن القاضي شمس الدين بن العز ، وسبب ذلك أن ابن العز كتب يسعى في النورية أو يعفى من القضاء ، والصفدي قبله كتب يسعى في القضاء والخاتونية ولم يقبل القضاء مجردا ، فغضب السلطان منهما وسأل عن شخص من أهل العلم يوليه ، فذكر له المذكور فولاه ، واستقر عوضه في إفتاء دار العدل قوام الدين بن قوام الدين انتهى. ثم قال فيه : وفي يوم الاثنين عشريه لبس السيد ركن الدين على العادة وحضر معه الحاجب والقضاة وغيرهم ، وتاريخ التوقيع في خامس شعبان ، واستناب السيد بدر الدين الخضيري ، والشمس بن اللبودي ، والشرف بن منصور الذي كان نقيب القاضي نجم الدين بن حجي ولم يستحسن الناس منه ذلك انتهى.
ثم قال فيه في سنة تسع وثلاثين : وفي آخر يوم السبت سابع عشر المحرم توفي الامام العالم المفيد شيخ الحنفية قاضي القضاة ركن الدين أبو هريرة عبد الرحمن بن علاء الدين ابي الحسن علي بن شمس الدين بن محمد بن زمام الحسيني ، مولده على ما أخبرني سنة تسع وستين أو سنة سبعين ، واشتغل وحفظ المنظومتين وغير ذلك ، وكان يستحضر في المجالس إلى آخر وقت ، ويحفظ منظومة في الوفيات ، وناب في القضاء بعد الفتنة إلى آخر وقت ، وولي إفتاء دار العدل عوضا عن الشيخ برهان الدين بن خضر ، وكان قد صحبه كثيرا ، وخدمه وأخذ وصاهره ، وخطب بجامع يلبغا ، وكان بيده نصف الخطابة يخطب به شهرا