اسم الصاحب ، وترجمان التراجم ، والسنن الأبين في السند المعنعن ، وإفادة النصيح في رواية الصحيح (١).
مميزات رحلة ابن رشيد :
تميزت رحلة ابن رشيد بأنها من الرحلات العلمية. فاهتمامه منصب على علم الحديث الذي كان محور الطلب في ذلك الوقت ؛ بالإضافة إلى العقيدة والفقه والأدب والسيرة والتصوف واللغة والشعر. حيث ظهرت الناحية العلمية جلية في هذه الفترة بفضل ترجمته لكل من لقيهم من العلماء والحفاظ والفقهاء والأدباء في كل مدينة مر بها. وأبان طريقة التلقي سواء كانت سماعا أو مناولة أو قراءة ؛ إضافة إلى تسجيله لأسماء الكتب المقروءة والمسموعة ، وإبراز أسماء المصنفات التي كان يحرص على أخذ الإجازات عليها له ولبنيه وإخوانه.
كما أشار إلى تحديد أماكن الدرس والعلم التي لم تكن قاصرة على مكان معين ، بل نجدها في منازل الفقهاء وحتى الطرقات أو كل مكان يمكن أن يلتقي فيه بشيخه. وهذا يدل على مدى حرصه على تلقي العلم وفي أقصر مدة. كما حرص على السماع والتقييد والحصول على الإجازات التي أورد نماذج منها (٢).
وتميز أيضا بدقة الضبط للأسانيد مع لفت الانتباه إلى غير المعروف لديه بالبحث عنه مع تعليقه على كل ما يقال له ، وإبداء الرأي فيه. ويتخلل كل ذلك نقد للأحاديث وتعريف بالرجال وإيراد سند الأحاديث التي سمعها حتى الوصول بها إلى النبي صلىاللهعليهوسلم.
بالإضافة إلى تصويره للمراحل التي قطعها في طريقه ولكن بالقدر المكمل لقوام رحلته. وتبرز لنا شخصية ابن رشيد الحريص على الاقتداء بالسنة وتقبله النصيحة. كما تبرز لنا خلفيته التاريخية في إشارته لبعض الأمور القديمة ، ويبرز لنا ابن رشيد بشخصية العالم اللغوي الذي استطاع ضبط أسماء المواقع
__________________
(١) الكتاني : فهرس الفهارس ، ج ١ ، ص ٤٤٣ ـ ٤٤٤ ؛ حاجي خليفة : كشف الظنون ، ج ١ ، ص ٢٠٩.
(٢) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ١٨٤.