وقد استوفى بها شروط الرحلات المغربية والأندلسية من الاهتمام بذكر القضايا الفكرية المثارة في وقته ، والترجمة لأعلام العلماء المأخوذ عنهم ، من الكتب العلمية المشهورة التي كانت غاية الطلب ، والدواوين الشعرية المتناقلة بين الناس. فعدت رحلته من نماذج الرحلات المغربية والأندلسية.
وتميزت بعبارات السجع المتكلف الذي يصعب على القارىء العادي فهمها لأول وهلة مع الإكثار من الشعر سواء له أو لغيره. كما اهتم بالترجمة للعلماء المشهورين وإسباغ الأوصاف والألقاب عليهم. ويبدو أن البلوي على درجة كبيرة من الثقافة ، ويظهر ذلك جليا واضحا من خلال ما أورده من كتب وفهارس ودواوين شعر وغيرها في رحلته.
وقد اهتم أيضا بالوصف الجغرافي للمدن والقرى التي مر عليها بدون تطويل ممل أو تقصير مخل ، وإن كان يؤخذ عليه نقل بعض العبارات من ابن جبير وخاصة في هذه الناحية.
كما أشار إلى الحالة الأمنية والسياسية والاجتماعية والدينية والعلمية في متن رحلته ، واعتنى بتسجيل النقوش التي شاهدها على الآثار المقدسة في المسجدين المكي والمدني مع وصفه لهما ، وسجل أسماء المدارس بمكة المكرمة والمدينة المنورة والمكتبات الموجودة بهما. وتتبع بالإضافة إلى ذلك المساجد الموجودة بهما ووصفها.
واهتم بذكر النواحي التاريخية القديمة عن المساجد والآثار المقدسة ووصف مكة المكرمة والمدينة المنورة وأسوارهما وذكر أسماء أحياء مكة المكرمة وجبالها.
وسجل الإجازات التي نالها من العلماء. وكعادة الرحالة المغاربة والأندلسيين انتثرت الأحاديث النبوية والآيات القرآنية في رحلته. وأشار أيضا إلى قضية تعدد الأئمة بالمسجد الحرام ، ووصف مناسك الحج ، واعتنى بتسجيل سبب خروجه وتاريخه وتاريخ وصوله إلى مكة المكرمة وتاريخ خروجه منها ، وتاريخ وصوله إلى بلده.