والقرين (١) ووادي نخل (٢) ، وغيرها من المدن والقرى التي ورد ذكرها في كتب الرحالة المغاربة والأندلسيين. وقد تعاقب على حكم مكة المكرمة وتوابعها ثلاث أسر من الأشراف من ذرّية الحسن بن علي هم السليمانيون والهواشم ثم بنو قتادة (٣).
أما المدينة المنورة : فقامت بها إمارة علوية أخرى من ذرية الحسين بن علي بدأت بطاهر ابن مسلم (٤) الذي قدّمه بنو الحسين بالمدينة المنورة على أنفسهم واستقّل بإمارتها (٥) سنة ٣٦٠ ه / ٩٧٠ م ومنذ إمارة طاهر بن مسلم استطاع بنو الحسين تكوين إمارة خاصة بهم في المدينة المنورة وكلا الإمارتين كانتا تتأرجحان في الولاء للدولة العباسية حينا والدولة الفاطمية حينا آخر على أساس الأموال المدفوعة لها وبانتظام (٦).
وقد وردت بعض اللمحات السياسية المتعلّقة ببلاد الحجاز في كتب الرحالة المغاربة والأندلسيين سواء الخاص بسياستها الخارجية أو الداخلية مما يعطينا صورة شبه واضحة عن أحوالها السياسية منذ زمن رحلة ابن جبير إلى الحجاز عام ٥٧٩ ه / ١١٨٣ م وإلى زمن رحلة ابن بطوطة عام ٧٤٩ ه / ١٣٤٨ م.
__________________
(١) (القرين) اسم الأكمة الصغيرة البارزة التي بطرف بلدة بحرة من الشرق بين مكة المكرمة وجدة ثم سميّت بحرة وسميت القرين لأنها منتصف الطريق بين مكة المكرمة وجدة وبها حصن صغير. انظر ابن المجاور : تأريخ المستبصر ، ص ٤١ ؛ البلادي : معجم معالم الحجاز ، ج ٧ ، ص ١٢٦.
(٢) (وادى نخل) واد من الحجاز بينه وبين مكة المكرمة مسيرة يومين وبه يجتمع حاج اليمن وتسمى نخله اليمانية. انظر ياقوت الحموي : معجم البلدان ، ج ٥ ، ص ٢٧٨.
(٣) ابن خلدون : العبر ، ج ٤ ، ص ٩٩ ، ١٠٢.
(٤) أمير المدينة المنورة في سنة ٣٦٦ ه / ٩٧٦ م وفيها جاءت جيوش العزيز صاحب مصر مكة المكرمة والمدينة المنورة وضيّقوا عليهم طالبين إقامة الخطبة للعزيز وأمير مكة المكرمة إذ ذاك عيسى ابن جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد الحسني وأمير المدينة المنورة طاهر هذا. انظر السخاوي : التحفة اللطيفة ، ج ٢ ، ص ٢٥٧.
(٥) عز الدين بن فهد : غاية المرام ، ج ١ ، ص ٣٢٢ ، ٣٤٩ ، ٣٨٩ ، ٣٩٣ ، ٤٣٤.
(٦) العصامي : سمط النجوم ، ج ٤ ، ص ١٩٩.