وأشار التجيبي إلى ولاية أبيهما المظفّر سنة ٦٤٨ ه / ١٢٥٠ م والموصوف بالخير والفضل والعلم والإيثار خاصة لأهل الحرمين الشريفين ، فله فيهما آثار حميدة ، وصدقات جارية ، ولي بعد مقتل أبيه الملك المنصور (١) عمر ابن علي ابن رسول ، الذي وصل اليمن مع السلطان المسعود أبي المظّفر يوسف ابن الملك الكامل أبي المظّفر محمد بن الملك العادل أبي بكر محمد بن أيوب ، وكان ذا حظوة لديه فلما مات المسعود في الثالث عشر من جمادى الأولى سنة ٦٢٦ ه / ١٢٢٨ م ترك ابنا صغيرا هو الناصر صلاح الدين يوسف ، وأوصى له بالملك من بعده تحت وصاية الأمير نور الدين عمر (٢) ، فشكرت سيرته وحمدت طريقته وأظهر عنايته بالحرم الشريف وبنى به المدرسة المنصورية وامتدت ولايته إلى سنة ٦٤٨ ه / ١٢٥٠ م (٣).
وأشار ابن بطوطة إلى أن مكة المكرمة كانت تتبع السلطان يوسف ابن رسول ملك اليمن المعروف بالمظفر ، حيث عمل على إرسال الكسوة للكعبة المشرفة إلى أن حلّ محلّه في ذلك المنصور قلاوون (٤).
أما ما ذكره التجيبي من تولية داود بعد الأشرف ، وما قاله من صفاته فقد جاء موافقا لما ذكره الخزرجي (٥).
وجاء في غاية المرام أن بني رسول وصلوا اليمن بصحبة الملك المعظّم توران شاه بن أيوب (٦) ، وحظي نور الدين بمكانة كبيرة لدى الملك المسعود حتى
__________________
(١) عمر بن على بن رسول محمد بن هارون بن أبي الفتح بن نوحي بن رستم الغساني التركماني من ذرية جبلة ابن الأيهم وهو الملك المنصور نور الدين أبو الفتح صاحب اليمن ، ملكها بعد أن وقعت له أمور وحوادث ، قتل في ليلة السبت تاسع ذي القعدة سنة ٦٤٧ ه / ١٢٤٩ م ، قتله مماليكه. انظر ابن تغري بردي : الدليل الشافي ، ج ١ ، ص ٥٠١ ـ ٥٠٢.
(٢) الملك المنصور.
(٣) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٤٦٢.
(٤) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٣٩.
(٥) الخزرجي : العقود اللؤلؤية ، ج ١ ، ص ٨١ ـ ٨٢ ، ٢٤٩ ، ٢٥٣.
(٦) الملك المعظم توران شاه بن أيوب بن شاذي شمس الدولة فخر الدين شقيق صلاح الدين وأكبر إخوانه ، وكان يرى أنه أحق بالملك من أخيه سيّره صلاح الدين لفتح النوبة سنة ٥٦٨ ه / ١١٧٢ م ثم سيّره إلى اليمن سنة ٥٦٩ ه / ١١٧٣ م فأخضعها ومات بمصر سنة ٥٧٦ ه / ١١٨٠ م وكان شجاعا كريما حسن الأخلاق حازما. انظر أحمد بن إبراهيم الحنبلي : شفاء القلوب في مناقب بني أيوب ، ص ٥٠ ـ ٥٥ ؛ الزركلي : الأعلام ، ج ٢ ، ص ٩٠.