أما ليلة الخامس والعشرين فيقوم الإمام الحنفي بالختم وقد أعدّ أحد أبنائه ويكون نحو سنّ الأول ويقيم حفلا كبيرا بهذه المناسبة ويقوم بإحضار أربع ثريات من الشمع كل منها مختلفة عن الأخرى منها مزينة بأنواع الفواكه الرطبة واليابسة ومنها غير مزينة فتصف أمام حطيمه ويتوّج الحطيم بخشب والواح وضعت في أعلاه السرج والمشاعل والشموع لتنير الحطيم كله حتى يبدو في الهواء كالتاج العظيم من النور ، ويجلب الشمع في أواني الصفر ويوضع محراب مشرجب ويحاط أعلاه بالشمع ويوضع المنبر المزين أمامه ويقوم الصبي بختم القرآن فإذا انتهى برز من محرابه إلى منبره ثم يشير بالسلام للحاضرين ويلقي خطبة جليلة للوعظ والتذكير. ويحضر القراء بين يديه وفي اثناء فصول الخطبة يقومون بالقراءة فيصمت ثم يعاود الخطبة وبين يديه في درجات المنبر طائفة من الخدم بعضهم يمسك أتوار الشمع بأيديهم وبعضهم ممسك بإناء البخور المنبعث منه رائحة العود وعند ما يصل إلى فصل من فصول الخطبة فيه تذكير رفعوا أصواتهم ب يا رب يا رب ويكررونها ثلاثا أو أربعا وعقب الانتهاء يقوم والد الصبي بدعوة الأعيان إلى وليمة في منزله أو بإرسال الأطعمة إلى منازل الحضور.
وفي ليلة السابع والعشرين وهي ليلة الجمعة (١) يستعد لها قبل ليلتين أو ثلاث ويقام إزاء حطيم إمام الشافعية أخشاب عظيمة عالية الارتفاع موصول بين كل ثلاث منها بأذرع وصلت بالحطيم ثم تمد بينها ألواح طوال وضعت على الأذرع بحيث تكون على هيئة طبقات بعضها فوق بعض حتى تكتمل ثلاث طبقات وفي الطبقة العليا خشبة مستطيلة تثبت بمسامير محددة الأطراف ملتصق بعضها ببعض تنصب عليها الشموع. والطبقات السفلى عبارة عن ألواح مثقوبة متصلة وضعت فيها زجاجات المصابيح ذوات الأنابيب الممتدة من
__________________
(١) ليلة الجمعة حسب ما كان موافقا لرحلة ابن جبير.