له درج للراغبين في دخول الكعبة له تسع درجات مستطيلة منصوبة على قوائم خشبية ذات أربع عجلات ليسهل جره ويوضع بإزاء باب الكعبة فيصعد زعيم آل الشيبي إليها وهو شيخ كبير السن جميل الشكل والملابس وبيده مفتاح القفل ومعه أحد السدنة في يده ستر أسود يمسح يديه به أمام باب الكعبة فإذا فتح القفل قبل العتبة ثم يدخل زعيم آل الشيبي وحده ويقفل الباب خلفه لأداء ركعتين ثم يدخل باقي الشيبيين بعده للصلاة ويفتح الباب بعدها ويبادر الناس بالدخول وفي أثناء فتح باب الكعبة يقف الناس أمام بابها داعين الله ومستغفرين وقائلين" اللهم افتح لنا أبواب رحمتك ومغفرتك يا أرحم الراحمين" (١).
كما التزموا بإبعاد الطائفات من النساء في آخر الحجارة المفروشة حول البيت. فالحرم الشريف مفروش برمل أبيض (٢). وبدأت تلك العادة منذ تولي خالد بن عبد الله القسري (٣) إذ كان النساء والرجال سابقا يطوفون مختلطين فعمل على منع ذلك (٤).
وقد اعتادوا حفظ المقام الشريف داخل الكعبة وعند إخراجه في الأيام العادية توضع عليه قبة من خشب. أما في الموسم فتوضع عليه قبّة حديد صونا له من أيدي الحجاج (٥).
__________________
(١) ابن جبير : الرحلة ، ص ٧٠.
(٢) المصدر السابق ، ص ٦٣.
(٣) خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري من بجيلة. أبو الهيثم أمير مكة والعراق وأحد خطباء العرب وأجودهم ، يماني الأصل من أهل دمشق ولي مكة سنة ٨٩ ه / ٧٠٧ م للوليد بن عبد الملك ثم ولاه هشام العراقين سنة ١٠٥ ه / ٧٢٣ م فأقام بالكوفة وطالت مدته إلى أن عزله هشام سنة ١٢٠ ه / ٧٣٧ م وولى مكانه يوسف بن عمر الثقفي وأمره بعقابه فسجنه وعذبه بالحيرة ثم قتله في أيام الوليد ابن يزيد. انظر الفاسي : العقد الثمين ، ج ٤ ، ص ٢٧٠ ـ ٢٨٢ ؛ الزركلي : الإعلام ، ج ٢ ، ص ٢٩٧.
(٤) الأزرقي : أخبار مكة ، ج ٢ ، ص ٢٠ ؛ ابن ظهيرة : الجامع اللطيف ، ص ٨١. ولا يزال إلى اليوم يفرق بين الرجال والنساء في الطواف.
(٥) ابن جبير : الرحلة ، ص ٦٣.