التي بدأت منذ سنة ٣٦٥ ه / ٩٧٥ م بعد حصار مكة المكرمة بجيش من قبل العزيز (١) صاحب مصر حتى تقام له الخطبة بها (٢).
وتتابع بعد ذلك ظهور الإمام الحنفي والمالكي اللذين وجدا سنة ٤٧٠ ه / ١٠٧٧ م وظهر الإمام الحنبلي في سنة ٥٤٠ ه / ١١٤٥ م (٣) ويكون بذلك آخر الأئمة ظهورا بالحرم الشريف.
ولم يتطرق أحد من الرحالة إلى بداية وجودهم وتعددهم بالحرم الشريف غير أن التجيبي أورد خبرا عن بداية تعددهم فقال إن تعددهم" جاء نتيجة تغلب الديلمي على العراق فتفرق العلماء من العراق ومن الحجاز إلى غيرها من البلدان فبقي الناس بالحرم الشريف أشتاتا بغير إمام لهم يقيم لهم الصلاة ففزع أهل كل مذهب في الحرم إلى رجل منهم فقدموه ليصلي بهم جماعة فمضى العمل على ذلك من يومئذ" (٤). ولم يوضح التجيبي من هو المعني بالديلمي كما أغفل تحديد السنة أيضا.
ولعل المعني هنا بالديلمي هو معز الدولة ابن بويه (٥) فقد دخل بغداد سنة ٣٣٤ ه / ٩٤٥ م واعتقل الخليفة العباسي المستكفي (٦) وسمل عينيه وكان معز
__________________
(١) أبو منصور العزيز بالله بن المعز لدين الله معد بن منصور القائم بن المهدي العبيدي بويع بعد أبيه يوم الخميس أربع ربيع الآخر سنة ٣٦٥ ه / ٩٧٥ م ومات سنة ٣٨٦ ه / ٩٩٦ م عرف عنه الكرم والشجاعة. انظر ابن دقماق : الجوهر الثمين ، ج ١ ، ص ٢٥٠.
(٢) ابن الأثير : الكامل ، ج ٨ ، ص ٧٩.
(٣) يحيى بن على : غاية الأماني ، ج ١ ، ص ١٥٦.
(٤) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٩٦.
(٥) أبو الحسين أحمد بن أبي شجاع بويه له ثلاثة أخوة كان صاحب العراق والأهواز ويقال له الأقطع لأن يده اليسرى مقطوعة وبعض أصابع يده اليمنى دخل بغداد يوم السبت لاحدى عشرة ليلة من جمادى الأولى سنة ٣٣٤ ه / ٩٤٥ م في خلافة المستكفي وملكها بلا عناء توفي يوم الأثنين سابع عشر شهر ربيع الآخر سنة ٣٥٦ ه / ٩٧٥ م ببغداد. أنظر ابن خلكان : وفيات الأعيان ، ج ١ ، ص ١٧٤ ـ ١٧٦.
(٦) عبد الله بن على المستكفي بن المعتضد يكنى أبا القاسم ولد في صفر سنة ٢٩٢ ه / ٩٠٤ م ولي الخلافة وعمره إحدى وأربعون سنة وكان ذلك سنة ٣٣٣ ه / ٩٤٤ م وفي أيامه دخل معز الدولة بن بويه بغداد وسمل عينيه وكانت مدة خلافته سنة وأربعة أشهر ويومين. انظر ابن الجوزي : المنتظم ، ج ٦ ، ص ٣٣٨ ـ ٣٤٣.