فيها لتلك الفترة نظرا لصلتهم الواسعة بهم مما أتاح لهم الاطلاع على كثير من الأمور المهمة في حياتهم ومن هؤلاء العلماء على سبيل المثال :
عمر بن عبد المجيد الميانشي :
عمر بن عبد المجيد بن عمر بن حسين القرشي العبدري تقي الدين أبو حفص المعروف بالميانشي وأحيانا يدعى الميانجي ، تلقى العلم على كبار العلماء وسمع منهم الكثير. جاور بمكة وتولى الخطبة فيها. له عدة مؤلفات تميز بسعة العلم والورع والثقة. توفي في جمادى الأولى سنة ٥٨١ ه / ١١٨٥ م (١).
لقيه ابن جبير ونهل من علمه الشيء الكثير وأشار إلى أن له حماما بمكة ينسب إليه (٢).
أحمد بن علي الفنكي :
أحمد بن علي بن عتيق بن إسماعيل القرطبي أبو جعفر المقرىء الفنكي.
قرأ القرآن الكريم وسمع الحديث بالمغرب والشام والموصل ودمشق التي قضى فيها فترة من الزمن تولى خلالها الإمامة وهو صاحب علم ودين وتميز بالصدق والأمانة توفي سنة ٥٩٦ ه / ١١٩٩ م (٣).
وصفه ابن جبير بالفقيه المحدث والزاهد الورع وجمعت بينه وبين ابن جبير صداقة قوية على الرغم من عدم ترجمته له بدليل قوله : " صاحبنا الفقيه الورع" كناية عن صلته الوثيقة به ، فابن جبير لم يكن مهتما بإيراد تراجم مفصلة لأشياخه ونلمح في رحلته إشارة لأحد مؤلفات أبي جعفر في وصف المسجد الحرام فقد ذكر ابن جبير أنه عقب قياسه لذرع المسجد الحرام وجده مطابقا لما أورده أبو جعفر الفنكي (٤).
__________________
(١) الفاسي : العقد الثمين ، ج ٦ ، ص ٣٣٤ ـ ٣٣٥.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٠٢.
(٣) الصفدي : الوافي بالوفيات ، ج ٧ ، ص ٢٠٥.
(٤) ابن جبير : الرحلة ، ص ٦٨ ، ٨١ ، ١٢٣.