ترجم له التجيبي بالتفصيل وأثنى عليه بقوله الشيخ الفقيه الإمام الفاضل الصالح العابد الناسك الورع الزاهد ... أحد أولياء الله الصالحين مشهور بالفضل والدين كثير الصمت قليل الكلام إلا لحاجة ذو علم وحلم أصيب بالصمم في آخر عمره وجزم أن مولده سنة ٦٣٥ ه / ١٢٣٧ م (١). على عكس الفاسي الذي لم تتضح له على وجه الدقة سنة مولده.
أما ابن جابر الوادي آشي فلم يحدد سنة ولادته وخالف التجيبي والفاسي في سنة الوفاة وحددها ب ٧٠٣ ه / ١٣٠٣ م واتفق معهما في علمه وفضله (٢).
حسين بن إبراهيم بن صدقة البصرى :
الحسين بن صدقة بن بدران تقي الدين الموصلي رجل خير وصلاح فقير الحال له شعر حسن مات في أواخر جمادى الأولى سنة ٧٠٥ ه / ١٣٠٥ م (٣).
لقيه التجيبي بمكة المكرمة والمدينة المنورة وذكر بأنه كثير الترحال والأسفار مصاحب للزهاد والعباد والصوفية والمشايخ (٤).
أبو عبد الله بن مطرف الأندلسي :
محمد بن مطرف الأندلسي جاور بمكة المكرمة نحوا من ستين سنة كان خلالها مواظبا على العبادة كثير الطواف مات في رمضان سنة ٧٠٦ ه / ١٣٠٦ م وشارك في تشييع جنازته الأمير حميضة أمير مكة المكرمة (٥) في ذلك الوقت دلالة على علو شأنه لدى أميرها.
وقد لقيه التجيبي وأثنى عليه كثيرا واصفا إياه بالعابد الفاضل من ساكني رباط الموفق. حج عدة مرات كان نزيها فيما يتعلق بأمور الدنيا. وأورد التجيبي حادثة تدل على ذلك قائلا : إن بعضا من المجاورين المصريين من
__________________
(١) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٤٣٧ ـ ٤٣٨.
(٢) ابن جابر الوادي آشي : البرنامج ، طبعة ١٤٠١ ه / ١٩٨١ م ، ص ١٣٧.
(٣) ابن حجر : الدرر الكامنة ، ج ٢ ، ص ٥٦ ـ ٥٧.
(٤) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٤٥٧.
(٥) ابن حجر : الدرر الكامنة ، ج ٤ ، ص ٢٦٠.