المكرمة عقب أبيه منذ سنة ٧٠٤ ه / ١٣٠٤ م. واستمر فيها إلى أن توفي. عرف بفضله ومروءته وكرمه وحسن خلقه. إضافة إلى كونه ناظما للشعر والنثر والخطب. ولد سنة ٦٧٨ ه / ١٢٧٩ م بمكة المكرمة وتوفي سنة ٧٣٢ ه / ١٣٣١ م (١).
مدحه ابن بطوطة كثيرا وبالرغم من قلة معلوماته عنه إلا أنه يوافق ما ذكره الفاسي حول بلاغته وحسن بيانه ، وأضاف أنه يكتب لكل جمعة خطبة خاصة بها (٢).
عز الدين الحسن بن علي الواسطي :
الحسن بن علي بن إسماعيل بن إبراهيم العز أبو علي بن أبي الحسن العراقي البغدادي المولد الواسطي المنشأ الشافعي. جاور بمكة سنوات. جلس للفتوى خلالها وحج مرارا. أحد المجاورين بالمدينة المنورة. تولى الإمامة والخطابة بالمسجد النبوي الشريف عقب سفر الخطيب سراج الدين إلى مصر.
وهو حسن السيرة محبوب بين الناس عابد صالح مكثر لتلاوة القرآن الكريم حسن الهيئة ساع لقضاء حاجات الناس ووصف" بالإمام الولي" ولد سنة ٦٥٣ ه / ١٢٥٥ م أو ٦٥٤ ه / ١٢٥٦ م. ومات في شعبان سنة ٧٤١ ه / ١٣٤٠ م (٣).
ذكره ابن بطوطة من علماء مكة المكرمة والمدينة المنورة. ولكن يبدو أن إقامته بمكة أكثر ، موضحا بذلك سيرته من متابعته لها فمن ذلك قوله عنه : " من أصحاب الأموال الطائلة يحمل إليه من بلده المال الكثير في كل سنة فيبتاع الحبوب والتمر ويفرقها على الضعفاء والمساكين ويتولى حملها إلى بيوتهم بنفسه ولم يزل ذلك دأبه إلى أن توفي" (٤).
وعند ما ذكره بالمدينة المنورة لم يزد على قوله" عز الدين الواسطي خطيب المسجد النبوي" (٥).
__________________
(١) الفاسي : العقد الثمين ، ج ٢ ، ص ٤٦ ـ ٤٩ ؛ ابن حجر : الدرر الكامنة ، ج ٣ ، ص ٤٦٦.
(٢) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٤٩ ـ ١٥٠.
(٣) السخاوي : التحفة اللطيفة ، ج ١ ، ص ٤٨٢ ـ ٤٨٣.
(٤) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٥٣.
(٥) المصدر السابق ، ص ١٢٠.