بعضهم واستقر بها. ومما يلاحظ في المدينة المنورة قوة التأثير الشيعي الأمر الذي انعكس على تقليص دور علماء السنة في تصديهم للعلم والتعليم ، وأصبح ذلك مقصورا على فترة الزيارة في أثناء موسم الحج. حيث إنها مناسبة طيبة للطلبة في تلقي العلم على يد كبار العلماء الوافدين مثل :
صدر الدين الخجندي :
عبد اللطيف بن محمد بن عبد اللطيف بن ثابت بن حسن الخجندي أبو القاسم صدر الدين كبير العلماء بأصبهان معظم لدى السلاطين والملوك والعامة. كان فقيها فاضلا وأديبا شاعرا متصفا بالهيبة ، حسن الأخلاق متواضعا سمع على علماء أجلاء توفي بهمذان ودفن بأصبهان سنة ٥٨٠ ه / ١١٨٤ م (١).
تلقى العلم عنه ابن جبير ووصفه برئيس الشافعية بأصبهان ، ونعته في مكان آخر برئيس العلماء. وأشار إلى إجادته الحديث باللسان العربي والأعجمي. كما وصف حاله التي يغلب عليها الطابع الملوكي من حيث : العدة والعتاد وكثرة الأتباع والعبيد والخدم. عرف بالسماحة وطلاقة الوجه والبشر عند لقاء زائريه كريما مهيبا عالما (٢). وما أورده ابن جبير موافق لما ذكره ابن شاكر في عظم مكانته وعلمه.
عبد السلام بن محمد بن مزروع :
عبد السلام بن محمد بن مزروع بن أحمد بن عرفة العفيف : أبو محمد المصري البصري المكي نزيل المدينة المنورة ومحدثها سمع بالمدينة المنورة والبصرة وغيرها. أثنى عليه كل معارفه له إلمام بأنواع العلوم ، ظاهر العبادة والصلاح ناظم للشعر ، حج أربعين حجة متوالية واستقر بالمدينة المنورة مجاورا مدة خمسين سنة وله بها ذرية. ولد بالبصرة شوال سنة ٦٢٥ ه / ١٢٢٧ م وتوفي بالمدينة المنورة في ثالث عشر من صفر سنة ٦٩٦ ه / ١٢٩٦ م وقيل ٦٩٩ ه / ١٢٩٩ م ودفن بالبقيع (٣).
__________________
(١) ابن شاكر : فوات الوفيات ، ج ٢ ، ص ٣٨٣ ـ ٣٨٤.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٧٧ ـ ١٧٩.
(٣) الفاسي : العقد الثمين ، ج ٥ ، ص ٤٢٩ ـ ٤٣٠ ؛ السخاوي : التحفة اللطيفة ، ج ٣ ، ص ١٧ ـ ١٨.