عرفات :
تميزت عرفات بانبساط أرضها وإحاطة الجبال بها حيث يقع جبل الرحمة في طرفها بعيدا عن الجبال الأخرى. فهو عبارة عن حجارة منقطعة بعضها عن بعض يصعب الصعود عليه فشيدت له درج بأمر الوزير الجواد في جهاته الأربع فأصبح الصعود إليه بالدواب أمرا سهلا.
وأسفل الجبل وعلى مكان غير بعيد منه مكان وقوف الرسول صلىاللهعليهوسلم. وهو عبارة عن جبل قليل الارتفاع.
وحول جبل الرحمة جباب وصهاريج للماء ، وعلى يسار العلمين اللذين وضعا حدا لعرفة لمستقبل القبلة يمتد وادي الأراك (١).
أما ابن رشيد فنعته باسمه القديم حيث أشار إليه بجبل الإل والذي يقع في وسط عرفات والمعروف بذلك منذ القدم فهو جبل مرتفع. وقد اتفق مع ابن جبير من وجود درج فيه ، كما شاهد موقف الرسول صلىاللهعليهوسلم خلف مصلى الإمام.
وأوضح أن هناك صخرات عند الجبل يحرص الحجاج في الصعود عليها ؛ وأضاف أن عرفة هي الأرض التي تحيط بها الجبال وأن جبل عرفة يسمى أيضا جبل الرحمة وجبل الدعاء والإل ، واتفق في وصفه مع ابن جبير (٢).
وأشار العبدري إلى وجود غار أسفل جبل عرفة يسمى نمرة يقال إن النبي صلىاللهعليهوسلم نزل به ، وقد أرشد العبدري شيخ حجازي عالم بالأماكن إلى أعلام حد عرفة والتي قام الأمراء بوضعها في داخلها احتياطا لخروج الحجيج منها قبل غروب الشمس لإيهامهم أن العلمين نهاية عرفة وهما في الحقيقة في وسطها ، كما شاهد موقف النبي صلىاللهعليهوسلم في آخر عرفة عند جبالها الشرقية (٣) ،
__________________
(١) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٥٠ ـ ١٥٢ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٩٦ ـ ١٧٠ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣١٦ ـ ٣١٧.
(٢) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ٨٧ ؛ ٨٩ ؛ ٩٢.
(٣) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٨٤ ـ ١٨٥.