أذرع (١) ، ولعل سبب الاختلاف عائد إلى عدم تمكن الرحالة من القياس بدقة بسبب شدة الازدحام في أيام الموسم.
المزدلفة :
وصفها ابن جبير وابن بطوطة والبلوي بأرض منبسطة فسيحة تقع بين جبلين ، وقدروا المسافة بين منى وعرفات بمثل المسافة بين منى ومكة (٢) ، وأشار ابن رشيد إلى ندرة الماء بها ومحاولته معرفة طريق مسير النبي صلىاللهعليهوسلم فيها ، وحدد موقع جبل قزح بأنه آخر المزدلفة وعاب على الناس واستنكر منهم استبدالهم الوقوف عليه اتباعا لسنة الرسول صلىاللهعليهوسلم ببناء مستحدث بوسط المزدلفة وأضاف أن المأزمين ووادي محسر ليسا من المزدلفة. فمحسر واد بين منى والمزدلفة (٣) ، وأشار العبدري إلى أن المزدلفة أكثر اتساعا من منى وأن المسافة بين مسجد المزدلفة ومسجد عرفة أربعة أميال (٤).
واختلف الرحالة في اهتمامهم بوصف المزدلفة فمنهم المهتم بوصفها ومنهم المتتبع لطريق النبي صلىاللهعليهوسلم فيها أثناء تأديته فريضة الحج كابن رشيد مثلا الذي اتفق مع المحب الطبري في استنكاره البدع الموجودة بها (٥).
وقام الأزرقي والحربي والفاسي بتحديد مسافة المزدلفة وحدودها التي اتفقت مع أقوال الرحالة (٦).
__________________
(١) الأزرقي : أخبار مكة ، ج ٢ ، ص ١٨٥ ؛ وذكر الحربي أن ما بين العقبة والوسطى أربعمائة وثمان وخمسون ذراعا وما بين الجمرة الوسطى والدنيا مائتان وستون ذراعا. انظر الحربي : المناسك وأماكن طرق الحج ، ص ٥٠٤.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٥٠ ؛ ١٥٥ ؛ ١٥٦ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٦٩ ؛ البلوي : تاج المفرق ؛ ج ١ ، ص ٣١٦.
(٣) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ١٠٠ ـ ١٠٤.
(٤) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٨٣ ـ ١٨٤.
(٥) المحب الطبرى : القرى لقاصد أم القرى ، ص ٤٢٠.
(٦) الأزرقي : أخبار مكة ، ج ٢ ، ص ١٨٦ ـ ١٨٧ ؛ الحربي : المناسك وأماكن طرق الحج ، ص ٥٠٦ ـ ٥٠٨ ؛ الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٤٩١ ؛ ٤٩٢ ـ ٤٩٨ ـ ٤٩٩ ؛ ٥٠٤ ـ ٥٠٦.