على جانبي الوادي بين عرفات ومكة وفيها القليل من نبات الأدر (١) ، بينما شبهها ابن جبير بالمدينة لما حوته من آثار قديمة لم يبق من معالمها سوى القليل من الدور المستخدمة في سكن الحجيج على جانبي الطريق (٢).
وما ذكره الرحالة في وصف منى مشابه لما ورد في كتب ياقوت والمحب الطبري والفاسي إلا أن وصف ابن جبير لها بالمدينة الكبيرة قد يعود إلى ازدحامها في أيام الموسم (٣).
وذكر ابن جبير والبلوي أن ما بين جمرة العقبة والجمرة الوسطى قدر غلوة (٤) عليها علم منصوب (٥).
وحدد التجيبي المسافة بنحو أربعمائة ذراع (٦) ، وذكر ابن جبير والبلوي أن ما بين الجمرة الوسطي والأولى قدر غلوة أيضا (٧) ، وحدد التجيبي المسافة هنا أيضا بثلاثمائة وخمسين ذراعا وهاتان الجمرتان تقعان في وسط منى تقريبا (٨).
ونجد اختلافا بسيطا في المسافة فيما أورده الرحالة وما ذكره الأزرقي حيث قال : إن المسافة ما بين جمرة العقبة والوسطى أربعمائة وسبعة وثمانون ذراعا واثنتا عشرة أصبعا ومن الجمرة الوسطى إلى الأولى ثلاثمائة وخمسة
__________________
(١) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٤٢.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٣٥ ـ ١٣٦ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣١٥.
(٣) ياقوت الحموي : معجم البلدان ، ج ٥ ، ص ١٩٨ ؛ المحب الطبري : القرى لقاصد أم القرى ، ص ٥٤٣ ؛ الفاسى : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٥١٠.
(٤) الغلوة قدر مسافة رمية السهم. انظر ابن منظور : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٣٢.
(٥) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٣٦ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣١٦.
(٦) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٤٣. والذراع يساوي أربعة وعشرين أصبعا. انظر أحمد رمضان أحمد : الرحلة والرحالة المسلمون ، ص ٦٠ ـ ٦١ ، هامش ١.
(٧) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٣٦ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣١٦.
(٨) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٤٢ ـ ٣٤٣.