الأمر منطقة واحدة تسمى الشبيكة ولا زالت تعرف بهذا الاسم حتى العصر الحاضر ، كما أكد ابن بطوطة والبلوي على وجود آبار بطريق التنعيم تعرف بالشبيكة وقد أكد ابن بطوطة على وجود بساتين غنّاء في منطقة الزاهر مما يوكد وجود آبار لسقيها (١).
أما التجيبي فقد خص بالذكر بئرا بجانب باب العمرة أحد أبواب مكة المكرمة والذي كان يعرف زمن رحلته بباب الشبيكة اتخذت منه اسما لها وذكر له أنه كانت هناك آبار أخرى مما يعني زوالها زمن وجوده بمكة إذ لم ينص إلا على بئر الشبيكة (٢).
وانفرد ابن جبير بذكر بستان بالمسفلة (٣) مما يعني توفر الماء هناك خاصة وأن الفاسي قد ذكر بئرا هناك (٤).
وأشار ابن بطوطة إلى وجود بئر عند باب إبراهيم أحد أبواب المسجد الحرام وبئر آخر بداخل رباط ربيع (٥). وأكد التجيبي وجود بئر إبراهيم وانفرد بذكر بئر عذبة بمكة المكرمة تسمى بئر عسيلة وقال «لقد وافق اسمها مسماها إذ ليس حول مكة بئرا أشد حلاوة منه» وتوجد هذه البئر قرب المتكأ بطريق التنعيم ضمن آبار تعرف بالزاهر (٦). وقد أكد ذلك الفاسي (٧).
ونجد أن استمرار وجود مثل هذه الآبار إنما يعبر عن توالي التعمير والصيانة لها من قبل أمراء وملوك المسلمين وهو ما أوضحه الفاسي عند إيراده لذكر الآبار (٨).
__________________
(١) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٤٣ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣٠٩.
(٢) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٣٣.
(٣) ابن جبير : الرحلة ، ص ٩٣.
(٤) الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٥٤٦.
(٥) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٤٣ ، ١٥٤.
(٦) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٣٣ ، ٢٤٦ ، ٢٤٩.
(٧) الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٥٤٦ ـ ٥٥٢.
(٨) المصدر السابق والجزء والصفحات.