قائمة الکتاب
قرا حصار
١٠٥
إعدادات
المطالع البدريّة في المنازل الروميّة
المطالع البدريّة في المنازل الروميّة
المؤلف :بدر الدين محمّد العامري الغزّي الدمشقي
الموضوع :التاريخ والجغرافيا
الناشر :المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر
الصفحات :365
تحمیل
به الهواء ، وسفر له الدهر عن محياه ، وتبسّم له الزهر [٤٩ ب] وحيّاه ، وأحدقت به البساتين أحداق الهالة بالقمر ، والأكمام بالزهر ، وامتدت له بطحته الخضراء امتداد البصر ، وبالقرب من هذه المحلّة والمنزلة ، مقام خجا ناصر الدّين (١) المشهور عندهم بالولاية والوله ، وله عندهم حكايات مضحكة تدل على التغفّل والبله ، نظير ما يحكى عن مصحفة جحا ، وكلاهما من المغفّلين الصلحاء ، فأقمنا بها إلى وسط النهار ، ووقت الزوال والإظهار ، ثم أخذنا نجوب (٢) ونجول في وهاد وتلول ، ووعر (٣) وسهول ، وفياف وقفار ، وربيع وأزهار ، ولم نزل نسري ونسير ليلا ونهارا ، ونجدب بالنجب الفيافي أصالا وأسحارا ، وتغيب عنّا الشموس والأقمار فنتخذ من المشاعل والفوانيس شموسا وأقمارا ، إلى أن وصلنا إلى مدينة قرا حصار (٤) يوم الجمعة حادي عشر الشهر وقت الإبكار ، وقد نشر علم الشمس الأصفر ، وتخلّق الكون بردعها المعصفر ، وأشرق وجهها الأشقر في الآفاق وأسفر ، [٥٠ أ] وهي مدينة مستظرفة بين جبال مستلطفة ، وعلى جبل صغير عال في وسطها قلعة منيعة ، بديعة رفيعة (٥) ، أمينة حصينة ، علية مكينة ، سمية متينة ، سوداء الحجارة وبها (٦) تسمّت المدينة ، وعلى هذه المدينة بساتين كثيرة ومياه غزيرة ، وبظاهرها مرج أريج ، ذو نبت بهيج ، فسيح الرحاب ، رحب الجناب ، كثيرة الكلأ والعشب ، زائد الري والخصب ، يسافر
__________________
(١) ذكره الرحالة المشهور بكبريت عند مروره بآق شهر : «الخواجة ناصر الدين ، صاحب التفسير ، المتوفى سنة ٣٨٦ ه والعامة تزعم أنه جحا الذي يضرب أمثاله في الجد والهزل». (رحلة الشتاء والصيف ١٩١).
(٢) وردت في (ع): «نجور».
(٣) وردت في (ع): «ووعور».
(٤) ذكر ياقوت أنّ قرا حصار اسم لأماكن كثيرة غالبها ببلاد الرّوم ، غير أن هذه التي نزل بها الغزيّ هي التي حددها القرمانيّ : بينها وبين القسطنطينيّة عشر مراحل ، يجلب منها البسط إلى البلاد. انظر : معجم البلدان ٤ : ٣١٥ وأخبار الدول ٣ : ٤٤٢.
(٥) وردت في (ع): «رفيقة».
(٦) سقطت هذه الكلمة من (ع).