ردّ بالعطاش (١) على عيني ومحجرها |
|
تروي العطاش بدمع واكف جاري |
يا مزمع البين لا كان الرحيل فإن |
|
كان الرحيل فإني غير صبّار |
إن غاب شخصك عن عيني فلم تره |
|
فإنّ ذكرك مقرون بإضمار (٢) |
ذكر العود إلى القسطنطينيّة
وما جرى بعد ذلك من الأمور المرضيّة
وكان رحيلنا من ذلك المكان الذي مرّ ذكره وتقدّم ، يوم الثلاثاء عاشر شهر ربيع الأول المكرّم بمولد النبي صلىاللهعليهوسلم ، وسرنا والسماء متسترة بأجنحة الفواخت ، والطرف من خوف ما يحصل من نؤها باهت ، ولم نزل نسير ونلتهم الأرض التهام الضمير ، ونرتبط بالجد ارتباط الفعل بالضمير ، ونجول في وداة وأشجار ، ونحوب في مياه كالأنهار ، إلى أن انهار جرف بناء ذلك النهار ، ونحن نصل السير بالسّرى ، ونعاصى عاذل الكرى ، واليباب يخفضنا إلى بطون وهاده ، ويرفعنا إلى ظهور نجاده ، والليل قد أرفلنا في بجاده [١٣٣ ب] وجلّلنا برداء سواده ، والقمر قد حجبه الغيم في أفقه ، فلم يظهر من غربه ولا شرقه ، وعوّض عنه بسناء برقه ، والرذاذ (٣) يلطم الجباه ، ويهجم على العيون والأفواه ، وذيل الوحل على الأرض منسبل ، وستره على بطحائها منسدل ، (وسلطان النوم عن الطرف ينعزل وعلى وصليه إلى المقل منفصل) (٤) والإعمال في السير متصل ، وكل منا بحالة الخائف
__________________
(١) وردت في (ع): «ردنا العطاش».
(٢) الأبيات في ربيع الأبرار ٣ : ١٣٥ وكتاب الزهرة ١ : ٣٢٠ بلا عزو ، وهي مما ينسب لمجنون ليلى. انظر : ديوانه ص ٩٧.
(٣) ترك مكان هذه الكلمة بياضا في (ع).
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل ، وشطب في (م).