الجناب كالحباب ، وتحسبها جامدة وهي تمر مرّ السحاب) (١) ولم تزل بنا تسير وتمور ، وتنجد بين الأمواج وتغور ، ونحن كما قال الشريف أبو القاسم (٢) شارحا مقصورة حازم : [من الكامل]
وغريبة الإنشاء سرنا فوقها |
|
والبحر يسكن تارة ويموج (٣) |
عجنا نؤمّ بها معاهد طالما |
|
كرمت فعاج الأنس حيث تعوج (٤) |
وامتدّ من شمس الشروق أمامنا (٥) |
|
نور له مرأى هناك بهيج |
فكأن ماء البحر ذائب فضة |
|
قد سال فيه من النضار خليج (٦) |
وسرنا بعزم لا يفك جدّه ، ولا يتجاوز حدّه ، وحزم لا يثنى رسنه ، ولا يلم بعين وسنه ، وجزم لا يبلغ مجتهد جدّه [١٥٥ ب] ، ولا تعتري العجز والتواني جده ، وتلك الجارية المنشية تتبختر بنا على سبط البحر تبختر الجارية الناشية على بسط البرّ الى حين انتصاف ذلك النهار ، فوصلنا إلى مرساة بلدة أسكودار ، ونزلنا في عمارة داخل البلد ، وأقمنا بها إلى وقت صلاة الجمعة من الغد ، فصلينا الجمعة بتلك البقعة ، ثم أسرعنا إلى التحميل مبادرين ، وبادرنا إلى الرحيل مسرعين ،
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من (ع).
(٢) هو محمد بن أحمد الشريف الغرناطي المتوفى سنة ٧٦٠ ه وشرحه على المقصورة سماه «رفع الحجب المنشورة على محاسن المقصورة».
(٣) هذا البيت ساقط من (ع).
(٤) وردت في (ع): «يفوح».
(٥) وردت في (ع): «أمانيا».
(٦) الأبيات موجودة في معاهد التنصيص ٢ : ٩٨.