أظنّ ليلي بغير شك |
|
قد بات يبكي على الصّباح |
هذا والشمس في آخر برج السرطان ، والصيف قد ألقى على الأرض الجران (١) ، وحكم في الوجود بقوة السّلطان ، فكان كما [٤٦ أ] قال مولانا المقر الكريم الشيخي الإمامي البدري السيد عبد الرحيم (٢) : [من السريع]
جادت لنا الأنواء مغدقة |
|
والصيف أقبل مسرع الجري |
فكأنّما شمس الضّحى خرّفت |
|
فتشبّه السرطان بالجدي |
ومما قلته : [من الكامل]
نوء الشتاء وبرده وافى وقد |
|
حكم المصيف بقوة السّلطان |
فلعلّ هذا الدهر أمسى ذاهلا |
|
فأتى بنوء الجدي في السرطان |
فلمّا طلع الفجر ولاح ، وضربت بشائر الصباح ، عزمنا على التبكير بالسير والتغليس ، وذلك ثالث عشر شوال يوم الخميس ، فوصلنا مدينة أركلي (٣) والشمس مستوفية اللألاء مرتقية درجة العلاء ، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. وهي مدينة
__________________
(١) وردت في (ع): «الحران» والجران : باطن عنق الفرس أو الجمل ومنه قولهم : ضرب الجمل بجرّانه إذا برك : (لسان العرب ١٣ : ٨٧).
(٢) السيد عبد الرحيم بن عبد الرحمن العباسي (ت ٩٦٣ ه) تقدّم التعريف به في مطلع الرحلة.
(٣) أركلي : مدينة بالرّوم ، ذكر القرماني (٣ : ٣٠٥) أنها كلها وقف على المجاورين بمكة والمدينة. ويرى لسترانج (١٨٢) أنها «هرقلة» وقد تحرّف الاسم في الأزمنة المتأخرة.