وصعدنا إلى السماء ارتفاعا |
|
وهبطنا إلى القرار حدورا |
وقضينا مناسك الهمّ فيه |
|
ونفرنا من الكروب نفورا |
فأول عقبة تلقّيناها عقبة بغراص (١) ذات الجموح والشماص ، فما حصل منها النجاة والخلاص ، حتى زالت الشمس ولات حين مناص ، وهي مشتملة على أشجار خضرة ، ومفاوز مقفرة ، ومسالك مزلة وعرة ، ودورات ولفتات وعطفات وفتلات ، وفي آخرها خان ومقيل ، وأشجار عظيمة تحتها ظل ظليل ، ونسيم يشفي العليل ، (ومياه كثيرة) (٢) خصرة تروي الغليل ، وهناك مسجد قديم البنيان ، يجري الماء فيه في مثل الشاذروان (٣) ، ويتحدر في ذلك المكان على حصباء [٣٦ أ] كالدر والمرجان ، وقد قيل : [من الكامل]
وتحدّث الماء الزلال مع الحصا |
|
فجرى النسيم عليه يسمع ما جرى |
وكأن فوق الماء وشيا ظاهرا |
|
وكأن تحت الماء درّا مضمرا (٤) |
فياله من نعيم في عقاب ورحمة بعد عذاب ، وراحة في بؤس ، وبشر في عبوس ،
__________________
(١) وردت في الأصل و (ع): «بقراص» وما أثبتناه من (م) ، وعند ياقوت (١ : ٤٦٧): «بغراس : مدينة في لحف جبل اللكام ، بينها وبين أنطاكية أربعة فراسخ على يمين القاصد إلى أنطاكية من حلب.
وانظر أيضا : أخبار الدول ٣ : ٣٣٧ ، صبح الأعشى ٤ : ١٢٢.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (ع).
(٣) الشاذروان : يطلق على قسم من نهر أوقاع نهر قد رصفت في أرضه الحجارة وبنيت جوانبه بها لضبط الماء في النهر. (لسترانج ٨٢).
(٤) البيتان في تاج المفرق ١ : ٢٧٥.