فترامينا على ذلك الماء الزلال ، وارتمينا بين (١) تلك الظلال ، فاسترحنا ساعة في ظل تلك الشجرات ، ونقعنا الغلّة (٢) من ذلك العذب الفرات ، وخفف عنا ذلك النسيم من شدة السموم بعض ما نجد ، حتى كان ذلك المكان بقول المنازي (٣) قد قصد : [من الوافر]
وقانا وقدة الرّمضاء ظلّ |
|
سقاه (٤) مضاعف الظّل (٥) العميم |
نزلنا دوحه فحنا علينا |
|
حنوّ المرضعات على الفطيم |
يراعي الشّمس أنّى قابلتنا |
|
فيحجبها ويأذن للنّسيم (٦) |
وسقّانا على ظمإ زلالا |
|
ألذّ من المدام مع النديم |
تروع حصاه حالية العذارى |
|
فتلمس جانب العقد النظيم (٧)[٣٦ ب] |
__________________
(١) وردت في (ع): «من».
(٢) الغلّة : العطش الشديد.
(٣) وردت في الأصل وفي (ع): «المنادي» والصواب ما أثبتناه وهو : أحمد بن يوسف السّليكي ، شاعر توفي سنة ٤٣٧ ه.
(٤) وردت في (ع): «وقاه».
(٥) وردت في (م): «النبت».
(٦) ورد عجز البيت في (ع): «فتلمس جانب العقد النظيم».
(٧) وردت في (ع): «التعظيم» ، والأبيات موجودة في وفيات الأعيان ١ : ١٤٣ ـ ، والتذكرة الفخرية للأربلي ٣٩٠ ، ورفع الحجب المستورة ١ : ١٢٥.