إلى قرية تعرف بالسقا ، فنزلنا بها لنكسر سلطان النوم ، ونجبر برعي الأعين ساعة بعض (١) ما نالها من الشؤم ، [١٥٩ ب] ثم سرنا منه عندما تبدّى وجه الفجر في قندس الليل ، وهزم أدهم الليل بأشهب من جياد الخيل ، ثم ابتسم وجه الصباح بعد التعبيس ، عن عشر من الشهر وهو نهار الخميس ، ولم نزل نجوب كل بيداء ، ونقتري كل شجر أو برداء ، إلى أن وصلنا الضحى العالي إلى قرية تعرف بالقالاي (٢) وربما سميت أيضا بالكامالي ، فلبثنا (٣) ساعة بذلك المكان ، ثم سرنا فوصلنا إلى قرية آق وران ، واليوم قد ولّى شبابه ، والمساء قد استحكمت أسبابه ، وذلك ليلة الجمعة ذات الإتمام والكمال لثلاثين من شهر (٤) شوال ، ثم رحلنا منه عندما درّ قرن الغزالة من المشرق (٥) ، وانجلى وجه مرآتها المشرق ، فما تضاحى ذلك النهار حتى حصلنا (٦) بمدينة قرا حصار ، واتفق حصولنا في تلك البقعة ذهابا وإيابا يوم الجمعة ، فنزلنا بها (٧) بعمارتها منزلا مرتضى أعقب بالرضى [١٦٠ أ] وأنس أنسى ما مضى ، وطابت الروح وانبسطت (٨) النفس ، وأنست راحة ذلك اليوم ما اعترانا من تعب الأمس ، واجتمع بنا في ذلك المنزل رجل من الأعيان يقال له الحاج شعبان بن الحاج رمضان ، ثم عمّنا بخيره وميره ، وخدمنا بغسيل وغيره ، وسأل عمن رمى صيدا فأبان منه عضوا أيحل هو والعضو أم لا؟ فأجبت بأنه إن كان الجرح مدفقا ومات في الحال (٩) حلّ العضو والبدن ، وإن كان غير مدفق ومات منه بعد مدّة حرما أو ذبحه
__________________
(١) وردت في (ع): «نقض».
(٢) بياض في الأصل.
(٣) وردت في (ع) : فنزلنا.
(٤) سقطت هذه الكلمة من (ع).
(٥) سقطت هذه الكلمة من (ع).
(٦) وردت في (م): «دخلنا».
(٧) ساقطة من (ع).
(٨) وردت في (ع): «وانتشطت».
(٩) وردت في الأصل : «للحال» وما أثبتناه من (م) و (ع).