يا سرحة سرحت في شط جيحان |
|
وزاحمت في علاها برج كيوان |
فروعك الشمّ لا تحصى قواعدها |
|
والأصل أربع باعات وشبران |
لنا بظلك مغنى لم يشب بعنا |
|
فنون أفيائه من فيء أفنان |
به نسيم يصفى الروح من كدر |
|
وينعش القلب من تبريح أشجان |
يعمّنا في زمان القيظ منك ندى |
|
لو أنّ أقوامنا في العدّ ألفان |
هذا هو الجود لا ما قيل من قدم |
|
عن حاتم وعدي وابن جدعان (١) |
لا زلت مخضلة الأغصان يانعة |
|
يسقيك كل ملت القطر هتّان |
فقيّلنا (٢) في ظلها إلى أن استوفى النهار حدّ الانتصاف ، وانتصفنا بحماها من حموه غاية الانتصاف ، ثم سرنا تارة في ظل وأخرى في حرور ، [٤٠ ب] وطورا ننجد وآونة نغور ، حتى كادت عين الشمس تغور ، فوصلنا حينئذ مدينة أدنة (٣) ، وهي مدينة صغيرة مستحسنة ، قد استوعبت من الظرف أجناسه وأنواعه ، واستوعبت من اللطف شيمة وطباعه ، ذات رياض أنيقة وأشجار وريقة : [من الوافر]
__________________
(١) وردت في (م): «ابن جذعان».
(٢) من القيلولة وهي نوم الظهيرة عندما يشتد الحرّ ويقوى.
(٣) مدينة في تركية على حافة نهر سيحان. وتدعى اليوم أضنة ، تقع شرق طرسوس على نحو يسير.
انظر : معجم البلدان ١ : ١٣٢ ، أخبار الدول ٣ : ٣٠٤. صبح الأعشى ٤ : ١٤٣.