ففيه أهديت أبياتا إذا قبلت |
|
أربت على درر تزهو مرائيها |
عسى تهب لها ريح القبول فلا |
|
يرى لها شاعر يوما يحاكيها |
وعش لمجد يرى الأنام منك به |
|
مفاخرا تملأ الدنيا معاليها |
وسعد نجلك ممدود الظلال فلا |
|
يرى لعليائه نقص يشانيها |
في كل لمح له مجد يجدده |
|
محمود أخلاقه اللاتي تراعيها |
ما رنحت عذبات الرند بارحة |
|
وما ترنم في الأدواح شاديها |
ونظمه ونثره لا يعدّ ولا يحصى ، وفضائله وفواضله لا تحدّ ولا تستقصى ، وهذا القدر كاف ، وبما قصدناه واف ، وممّا حصل منه من الخير العام [٨٤ أ] والجبر التام وغاية الأنعام ، ما ألزمني بإملائه عليه ، أحسن الله تعالى إليه ، بعد أن أحجمت عن ذلك ، وحق لمثلي أن يكون عن مثل ذلك محجما ، ورقى دمي حياء وخجلا ، حتى لا تجد منه محجما ، وأستعفيته فما أعفى. ولم يزل جازما ومصمّما ، فأجبته إلى ذلك وإن كان فيه متهكما ، فمما كتبته بخطّي وخدمت به حضرته الكريمة قصيدتي القافيّة التي رثيت بها سيّدي شيخ الإسلام الوالد ، رضياللهعنه وأرضاه ، وجعل فردوس الجنّة منقلبه ومثواه ، المسمّاة «بنفث الصدر المصدور وبث القلب المحرور» ، وقد تقدّمت الإشارة إليها ، والوعد بها ، وهي هذه : [من الكامل]
قلب يذوب وأدمع تتدفق |
|
والجسم بينهما غريق محرق |
وجوانح فنيت ضنا ومرائر |
|
شقّت وحق لمثلها يتشقق |