أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي.
ح (١) وأخبرنا أبو العلاء صاعد بن الحسين بن الحسين (٢) ، أنبأ أبو بكر بن خلف ، قالا : أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو عمر محمّد بن عبد الواحد الزاهد ـ ببغداد ـ نا أبو العبّاس الأنصاري ، نا أحمد بن أبي الحواري قال : قال أبو سليمان الداراني : يا أحمد جوّع قلبك ، وذلّ قلبك ، وعري قلبك ، وفقّر قلبك ، وصبر قلبك (٣) وقد انقضت عنك أيام الدنيا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي ، أنبأ أبو سعد علي بن عبد الله ، أنا محمّد بن عبد الله بن باكوية ، نا علي بن العبّاس الدورقي ، نا محمّد بن داود الدينوري ، نا سعيد بن عبد العزيز الحلبي أخبرنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : قال أبو سليمان :
يا أحمد ما أنجب من أنجب إلّا بالقبول من مشايخهم كم أقول لك : لا تفتح أصابعك في القصعة وأنت لا تقبل مني ، يا أحمد عهدت قوما من القراء ، وشهدت طوائف من الصوفية يعدون الجوع فيهم غنيمة ، كما تعد أنت وأصحابك الشبع غنيمة.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد ، نا أبو عثمان سعيد بن محمّد ، نا أحمد بن أبي الحواري قال : قال أبو سليمان الداراني : أي شيء يزيد الفاسقون عليكم (٤) إذا كان كلما اشتهيتم شيئا أكلتموه ، وأولئك كلما أرادوا شيئا فعلوه.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد المصّيصي الفقيه ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد ، أخبرني أبو الحسن علي بن طاهر القرشي فيما أدرك في الرواية عنه ، أنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم ، نا أبو بكر محمّد بن عيسى الدقاق ، نا العبّاس بن حمزة ، نا أحمد بن أبي الحواري ، قال : اشتهى أبو سليمان رغيفا حارا بملح ، فجئت به إليه ، فعض منه عضة ثم طرحه ، وأقبل يبكي ويقول : يا رب عجّلت لي شهوتي ، لقد أطلت جهدي وشقوتي ، وأنا تائب ، فاقبل توبتي.
__________________
(١) «ح» ليست في م.
(٢) في م : «صاعد بن الحسن بن الحسين» وفي المطبوعة : صاعد بن الحسين بن الحسن» ومثلها في مشيخة ابن عساكر ص ٨٠ / ب.
(٣) كذا بالأصل «قلبك» وفي م : «قليل» في المواضع كلها.
(٤) كذا بالأصل وم ، وكتب محقق المطبوعة بالحاشية نقلا عن م : «عليه» ووهم في ذلك.