عبد الرّحمن بن عمر بن نصر البزّاز ، نا أبو القاسم الزجّاجي ، نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد ، أنا أبو حاتم السّجستاني عن الأصمعي قال :
لم يلحنوا في جدّ ولا هزل ، الشعبي وعبد الملك بن مروان ، والحجّاج بن يوسف ، وابن القريّة ، والحجّاج أفصحهم ، قال يوما لطباخه : اطبخ لنا مخللة ، وأكثر عليها من الفيجن (١) ، واعمل لها موعوعا (٢) فلم يفهم عنه الطباخ ، فسأل بعض ندمائه ، فقال : اطبخ له سكباجا (٣) وأكثر عليه من السذاب ، واعمل له فالوذا سلسا.
قال : وقدم إليه مرة أخرى سمكة مشوية فقال له : خذها ويلك فسمنها ، وارددها فلم يفهم عنه ، فقال له نديمه ، يقول : بردها فإنها حارة.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا علي بن محمّد بن طوق الطبراني ـ قراءة عليه ـ بداريا ، نا أحمد بن علي الحلبي ، نا عبد الرّحمن بن إسحاق الزجّاجي ، نا محمّد بن الحسن بن دريد ، نا أبو حاتم ، عن الأصمعي ، سمعت يونس بن حبيب يقول : سمعت رجلا ينشد :
استودع العلم قرطاسا فضيّعه |
|
فبئس مستودع العلم القراطيس |
فقال : قاتله الله (٤) ما أشد صيانته للعلم ، وصيانته للحفظ ، علمك من روحك ، ومالك من بدنك ، فصن علمك صيانتك روحك ، ومالك صيانتك بدنك.
قرأت في كتاب [القاضي](٥) أبي القاسم المفضل بن أبي المحاسن المفضل بن محمّد بن مسعر الذي صنفه في أخبار النحويين ، قال :
ومن أصحاب أبي إسحاق الزجّاج بالشام عبد الرّحمن بن إسحاق ، ويعرف بأبي القاسم الزجّاجي ، جاء إلى بغداد ، وقرأ عليه ، وصار إلى دمشق ، وله كتاب مختصر لقبه : «الجمل» ، وله تصنيف وأمالي (٦) ، وروى عن أبي علي الفارسي أنه قال : وقد وقف (٧) على كلامه في النحو لو رآنا لاستحيا.
__________________
(١) الفيجن : كحيدر السذاب (القاموس) ، وتبدل نونه لاما ، قال ابن دريد ولا أحسبها عربية صحيحة.
(٢) الموعوع : الفالوذ أو الفالوذج ، نوع من الحلوى.
(٣) السكباج : بالكسر لحم يطبخ نجلّ.
(٤) في م : فقال له قائله.
(٥) زيادة عن م وهامش الأصل وبجانبها كلمة صح.
(٦) كذا بإثبات الياء بالأصل وم.
(٧) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : وقفت.