أحمد بن معروف ، نا الحسين بن لفهم ، نا محمّد بن سعد (١) : أنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني ، حدّثني أبي ، عن أبي بكر بن عثمان المخزومي من آل يربوع.
أن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام كان اسمه إبراهيم ، فدخل على عمر بن الخطاب في ولايته حين أراد أن يغير اسم من تسمّى بأسماء الأنبياء فغيّر اسمه ، فسمّاه عبد الرّحمن ، فثبت اسمه إلى اليوم.
قال : وقال محمّد بن سعد (٢) : في الطبقة الأولى من أهل المدينة :
عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة ، وأمه فاطمة ابنة الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، ويكنى عبد الرحمن أبا محمّد ، وكان ابن عشر سنين حين قبض النبي صلىاللهعليهوسلم ، ومات أبوه الحارث بن هشام في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة ، فخلف عمر بن الخطاب على امرأته فاطمة بنت الوليد بن المغيرة ، وهي أم عبد الرحمن بن الحارث ، فكان عبد الرحمن في حجر عمر ، وكان يقول : ما رأيت ربيبا خيرا من عمر بن الخطاب ، وروى عن عمر ، وله دار بالمدينة كبيرة ربّة ، وتوفي عبد الرحمن بن الحارث في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وكان رجلا شريفا سخيا مريا ، وكان قد شهد الجمل مع عائشة ، وكانت عائشة تقول : لأن أكون قعدت في منزلي عن مسيري إلى البصرة أحبّ إليّ من أن يكون لي من رسول الله صلىاللهعليهوسلم عشرة من الولد كلّهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن بكار بن الرّيّان ، نا أبو معشر ، عن محمّد بن قيس ، قال
ذكر لعائشة يوم الجمل ، فقالت : والناس يقولون يوم الجمل؟ قالوا لها : نعم ، فقالت عائشة : وددت أنّي كنت جلست كما جلس أصحابي ، فكان أحبّ إليّ من أن أكون ولدت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم بضعة عشر رجلا كلّهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، أو مثل عبد الله بن الزبير.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٣) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٤) ، حدّثني أحمد بن شبّويه ، حدّثني سليمان بن صالح ، حدّثني
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٦.
(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٥.
(٣) الأصل : الكناني بالنون ، والمثبت عن م.
(٤) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٩١.