حدّثنا أبو الحسين أحمد بن حمزة بن علي السّلمي ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسن بن عقيل الساوي سبط المدير ، أنا الشيخ الإمام أبو الفتوح عبد الجبّار بن محمّد المقدسي ـ رحمهالله ـ قال : سمعت الإمام أبا المعالي الجويني يقول : سمعت محمّد بن أحمد القرشي بمكة يقول : سمعت النصرآبادي يقول : سمعت بندار بن أحمد يقول : سمعت سالم بن زيد يقول :
سمعت علي بن أبي طالب رضياللهعنه واعظا بكناس (١) الكوفة وقد سئل عن مسائل أجاب فيها بغير الصواب ، فخرج مسرعا وفات مقامه وقال :
ذمّتي بما أقول رهينة ، وأنا به زعيم إن امرأ (٢) صرّحت له العواقب بما بين يديه من المثلات (٣) ، حجزه التقوى عن تقحّم الشبهات ، وإنّ شرّ الناس لرجل قمش (٤) أقاويل في أويباش من الناس فهو في قطع من الشبهات كمثل نسج العنكبوت ، خباط عشوات ، ركاب جهالات ، فهو من أبغض خلق الله إلى الله ، قد وكله الله إلى نفسه جائرا عن قصد السبيل ، مشغوفا بكلام بدعة ، يعمل فيها برأيه ، قد لهج منها بالصوم والصلاة ، ضالا عن هدي من قبله ، مضلا لمن اقتدى به بعده ، سمّاه أشباه له من الناس عالما ، فانتصب قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره. إن نزلت به إحدى المبهمات هيأ حشوا من رأيه ثم قطع. إن أصاب أخطأ لأنه يدري أصاب أم أخطأ ، وإن أخطأ لم يعلم ، ثم يعض على العلم بضرس قاطع فيعلم ولا يسكت عما لم يعلم ليسلم.
فويل للدماء والأموال والفروج من أمثاله.
تم الجزء المبارك بعد المائتين بحمد الله وعونه وحسن توفيقه في يوم الاثنين المبارك رابع شهر جمادى الأولى سنة اثني عشر وألف ومائة على يد كاتبيه غفر الله لهما ولوالديهما وللمسلمين أجمعين وصلّى الله على سيدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم.
(بسم الله الرحمن الرحيم) (٥).
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمهالله تعالي.
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي معجم البلدان : الكناسة : محلة بالكوفة.
(٢) الأصل : «امرأة» والمثبت عن المختصر ١٤ / ١٦١.
(٣) المثلات جمع مثلة ، والمثلة : العقوبة.
(٤) القمش : جمع الشيء من هاهنا وهاهنا.
(٥) سقطت البسملة من الأصل وأضيفت عن م ، وهو فيها بداية الجزء السابع عشر.