فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم سريعا فثوّب (١) بالصلاة فصلّى ، وتجوز فيها ، فقال : «إنما حبسني عنكم أنّي رأيت ربّي في أحسن صورة» [٧٠٧٢].
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا محمّد بن بشار (٢) ، وعمرو بن علي ، قالا : نا معاذ بن هانئ اليشكري ، أبو هانئ ، نا جهضم بن عبد الله القيسي (٣) ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن زيد بن سلّام ، عن أبي سلام ، عن عبد الرّحمن ـ يعني ابن عائش الحضرمي ـ أنه حدثه مالك بن يخامر (٤) السكسكي عن معاذ بن جبل قال :
احتبس عنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس ، فخرج سريعا فثوّب (٥) بالصلاة ، فصلّى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وتجوز في صلاته ، فلما سلّم دعا بصوته قال لنا (٦) : «على مصافكم كما أنتم» ثم انفتل (٧) إلينا فقال : «إنّي سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة ، إنّي قمت من الليل فتوضّأت وصلّيت ما قدر لي ، فنعست في صلاتي حتى استثقلت فإذا أنا بربي تعالى في أحسن صورة ، فقال : يا محمّد ، قلت : لبيك ربّ ، قال : فيما يختصم الملأ الأعلى؟ قلت : لا أدري ـ قالها ثلاث مرات ـ قال : فرأيته وضع كفه بين كتفيّ حتى وجدت برد أنامله بين ثدييّ فتجلّى لي كل شيء ، وعرفته ، فقال : يا محمّد ، قلت : لبيك ربّ (٨) ، قال : فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال : قلت : في الكفارات أي ربّ ، قال : وما هي (٩)؟ قال : بمشي الأقدام إلى المساجد في الجمعات (١٠) ، وجلوس في المساجد بعد الصلوات ، وابلاغ الوضوء في الكريهات ، قال : ثم فيم ، قال : قلت : إطعام الطعام ، ولين الكلام ، والصلاة بالليل والناس نيام ، قال : قلت : اللهم إنّي أسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأن
__________________
(١) إعجامها مضطرب بالأصل ، وبدون إعجام في م ، والمثبت عن المختصر ١٤ / ٢٧٣ والمطبوعة. وثوّب بالصلاة : إذا أقامها (اللسان).
(٢) في م : محمد بن يسار.
(٣) بالأصل : «جهضم بن عبيد الله العبسي» وفي م : «جهضم بن عبيد الله العسى» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال ٣ / ٤٦٥.
(٤) بالأصل وم هنا : عامر ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، وقد مرّ قريبا.
(٥) الأصل : «فنوى» وفي م : «مبوب» والمثبت عن الرواية السابقة.
(٦) عن م وبالأصل : أنا.
(٧) الأصل : أقبل ، والمثبت عن م.
(٨) في م : ربي.
(٩) في م : وما هن.
(١٠) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : الجماعات.