وفي سنة ثلاث وثمانين زحف ابن الأشعث إلى البصرة ، فلقي الحجاج بالزاوية (١) ، فاقتتلا ثم ان ابن الأشعث توجه إلى الكوفة منهزما من الحجاج ، وذلك لعشر خلون من المحرم ، وخرج الحجاج في أثره حتى اجتمعوا في دير الجماجم ، فكانت بين الحجاج وبين عبد الرّحمن بن الأشعث ثمانون وقعة ، ومضى ابن الأشعث في شعبان إلى البصرة ، وتبعه الحجاج حتى أجلاه عنها نحو الأهواز ، وشخص في أثره ، فالتقوا بدجيل الأهواز ، فهزمه الحجاج ، وأسر من أصحابه ثلاثة آلاف رجل ، فضرب أعناقهم كلهم ، ووجّه في طلب ابن الأشعث عمارة بن تميم ، ومحمّد بن الحجاج ، ورجع الحجاج إلى واسط ، فابتدأ في بنائها.
وقتل الأعشى الهمداني الشاعر ، قتله الحجاج صبرا يومئذ ، وأتي به إليه أسيرا (٢).
__________________
(١) بالأصل : «بالرواية» وفي م : «بالراذنة» وكلاهما تحريف ، والصواب ما أثبت عن تاريخ خليفة ص ٢٨١ والزاوية : موضع قرب البصرة كانت به الوقعة المشهورة بين الحجّاج وعبد الرحمن بن الأشعث (معجم البلدان).
(٢) في م : كسيرا.