ذلك المجلس أحد إلّا حاضر الله محاضرة حتى إنّه ليقول للرجل (١) منهم يا فلان بن فلان أتذكر يوم عملت كذا وكذا فيذكره بعض غدراته في الدنيا فيقول : رب الا تغفر لي ، فيقول : بلى ، سعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه ، [قال :] فبينما هم على ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا (٢) قط ، قال : ثم يقول ربّنا عزوجل : قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة ، فخذوا ما اشتهيتم ، قال : فنأتي سوقا قد حفت به الملائكة ، فيه ما لا تنظر العيون إلى مثله ، ولم يخطر على القلوب ، قال : فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيه شيء ، ولا يشترى في ذلك السوق ، يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا ، قال : فيقبل الرجل والمنزلة المرتفعة فيلقى من هو دونه ، وما فيهم دنيّ فيروعه ما يرى من اللباس ، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثّل (٣) عليه أحسن منه ، وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها ، قال : ثم ننصرف إلى منازلنا فنلقى بأزواجنا ، فيقولون (٤) : مرحبا وأهلا بحبنا ، لقد جئت وإن يك من الجمال والطّيّب أفضل مما فارقتنا عليه ، قال فيقول : إنّا جالسنا اليوم ربنا عزوجل ، ويحقّنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا» (٥) [٦٩٣١].
وأخبرناه أبو محمّد طاهر (٦) بن سهل ، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد.
أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد بن موسى بن راشد الكلابي أن أبا العبّاس عبد الله بن عتّاب بن أحمد المعروف بابن الزّفتي (٧) أخبرهم ثنا هشام بن عمّار.
ح قال : وأنبأ أبو نصر حديد بن جعفر الرّمّاني ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ أنبأ أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي ، نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل بن يوسف السّلمي التّرمذي ـ بواسط ـ ثنا هشام بن عمّار ، نا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين كاتب الأوزاعي ، نا الأوزاعي ، حدّثني حسان بن عطية ، عن سعيد بن المسيّب أنه لقي أبا هريرة ، فقال أبا هريرة :
أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة ، فقال سعيد : أو فيها سوق؟ قال : نعم ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ أهل الجنة (٨) إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم ، فيؤذن
__________________
(١) عن م وبالأصل : الرجل.
(٢) عن م وبالأصل : شيء.
(٣) مكانها بياض في م.
(٤) في م : فنقول.
(٥) نقله المزي في تهذيب الكمال ١١ / ٤٣ ـ ٤٤ بهذا السند.
(٦) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(٧) بالأصل : «الرفى» والمثبت عن م.
(٨) عن م وبالأصل : إذ.