فاسلك طريقك تمشي غير مختشع (١) |
|
حتى تلاقي ما يمني لك الماني |
فكل ذي صاحب يوما مفارقه |
|
وكل زاد وإن أبقيته فان |
والخير والشر مجموعان في قرن (٢) |
|
بكل ذلك يأتيك الجديدان |
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو أدركني هذا لأسلم» ، فبكى أبي ، فقلت : يا أبت ما يبكيك من مشرك مات في الجاهلية ، قال : يا بني ما رأيت مشركة بلغت من مشرك خيرا من سويد (٣).
قال : قوله : ما بمنى لك الماني : ما يقدّر لك القادر الله جل وعز.
أخبرناه أعلى منه بدرجات أبو بكر عبد الغفار بن محمّد في كتابه ، ثم حدّثني أبو المحاسن عبد الرّزّاق بن محمّد عنه ، أنا أبو بكر الحيري.
ح وأخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني ، أنبأ أبو مسعود سليمان بن إبراهيم ، وأبو الحسن سهل بن عبد الله بن علي القارئ ، وأبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن الذكواني ، وأبو المظفّر محمود بن جعفر الكوسج ، وأبو بكر محمّد بن علي بن خولة الأبهري ، قالوا : أنبأ أبو عبد الله (٤) محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني ـ إملاء ـ قالا : نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، نا أبو الحسن محمّد بن سنان القزّار القرشي ، نا يعقوب بن محمّد الزهري ، نا يزيد بن عمرو بن مسلم الخزاعي ثم المصطلقي ، قال : حدّثني أبي ، عن أبيه قال : كنت عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأنشده منشد قول سويد بن عامر المصطلقي :
لا تأمننّ وإن أمسيت في حرم |
|
إنّ المنايا بجنبي كل إنسان |
فاسلك طريقك ماش (٥) غير مختشع |
|
حتى تلاقي ما يمني لك الماني |
فكل ذي صاحب يوما مفارقة |
|
وكلّ زاد وإن أبقيته فاني |
والخير والشر مجموعان في قرن |
|
بكلّ ذلك يأتيك الجديدان (٦) |
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو أدركت هذا لأسلم» ، قال : فبكى أبي ، فقلت : يا أبتاه ما
__________________
(١) صدره في شرح أشعار الهذليين : ولا تقولن لشيء سوف أفعله.
(٢) صدره في شرح أشعار الهذليين : إن الرشاد وإن الغي في قرن والقرن : الحبل الذي يقرن به ما بين الجمل الصعب والجمل الذلول حتى يذل. والجديدان : الليل والنهار.
(٣) في أسد الغابة : فقال : يا بني ، والله ما رأيت مشركا خيرا من سويد بن عامر.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «أبو عبد الله بن محمد ...» تحريف وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٢٨٦.
(٥) رسمها واعجامها مضطربان بالأصل ، والمثبت عن م.
(٦) سقط البيت من الأصل وأضيف عن م.