فحواها وطواها في جوف جناحه ، ثم صعد بها إلى سماء الدنيا حتى سمع سكان السماء أصوات الناس والكلاب وكانوا أربعة آلاف ألف ثم قلبها (فأرسلها إلى الأرض منكوسة / دمدم بعضها على بعض فجعل) (١) عاليها سافلها.
قال السدي (٢) : فمن لم يمت حين سقط الأرض (٣) أمطر الله عليه وهو تحت الأرض الحجارة ، وذلك قوله تعالى : (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى ، فَغَشَّاها ما غَشَّى) يعني الحجارة التي أمطرت عليهم وهو مطر السوء الذي قال الله تعالى : [(وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ)(٤) وقال تعالى](٥) : (وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً)(٦) ، وقال عزوجل : (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ)(٧) فأرسله الله على من كان منهم شاذا في الأرض فتبعتهم في القرى فكان الرجل يأتي يتحدث فيأتيه الحجر فيقتله ، وذلك قوله تعالى : (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ).
قال محمد بن كعب : حديث أن الله تعالى بعث جبريل إلى المؤتفكة قرية قوم لوط التي كان (٨) لوط فيهم فاحتملها بجناحه ثم صعد بها حتى إن أهل سماء الدنيا يسمعون نباح كلابها وأصوات دجاجها ، ثم كفأها على وجهها ثم أتبعها الله
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط في مب.
(٢) «قال السدي» ليست في : حد ، مب. وقد نبه ناسخ مب بإزائها في الهامش بقوله : «بياض في الأم».
(٣) «حين سقط الأرض» ليست في حد.
(٤) النمل ٢٧ / ٥٨.
(٥) من بقية النسخ.
(٦) الفرقان : ٢٥ / ٤٠.
(٧) الحجر : ١٥ / ٧٤ ، وبدايتها (فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها ...). والآية ليست في حد.
(٨) «التي كان» ليست في حد.