كتب عني ثلاثة لا أبالي ألّا يكتب عني غيرهم ، كتب عني ابن الشّاذكوني (١) وهو من أحفظ الناس ، وكتب عني يحيى بن معين وهو من أعرف الناس بالرجال ، وكتب عني أحمد بن حنبل وهو من أزهد الناس.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، وأخوه أبو بكر وجيه ، المعدلان وأبو الفتوح عبد الوهاب بن الشاه بن أحمد الشاذياخي (٢) أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري ، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي ، أنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن مسلم الإسفرايني ، قال : سمعت الحسن بن سفيان يقول (٣) : سمعت فياض ـ يعني ابن زهير النسائي ـ يقول :
تشفّعنا بامرأة عبد الرزّاق على عبد الرزّاق ، فدخلنا على عبد الرزّاق فقال : هاتوا تشفّعتم (٤) إليّ بمن يتقلّب عليّ في فراشي ، ثم أنشأ يقول :
ليس الشفيع الذي يأتيك متّزرا |
|
مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا |
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الفضل الزهري ، نا محمّد بن هارون بن حميد ، نا عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم ، قال : سمعت عبد الرزّاق إذا رد عليه الرجل في المجلس مرات قال : قال عمرو بن معدي كرب :
إذا لم تستطع أمرا فدعه |
|
وجاوزه إلى ما تستطيع |
حدّثني أبو الخير صالح بن إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الخوارزمي الكلابي الصوفي ـ بدمشق ـ أنا أبو فراس أسامة بن عبد الوارث بن محمّد بن عبد المنعم الأسدي الأبهري أخبرنا والدي أبو المكارم عبد الوارث بن محمّد ، نا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن علي بن الترجمان ـ بغزة ـ نا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي الأنباري ، قال : سمعت أبا بكر محمّد بن عبد الله بن عمر بن المعمر يقول : سمعت أحمد بن الحسن الخلّال يقول :
أتينا في الرحلة جماعة مسافرين إلى عبد الرزّاق بن همّام بصنعاء ، فامتنع أن يحدّثنا ،
__________________
(١) هو سليمان بن داود الشاذكوني ، أبو أيوب ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٧٩.
(٢) إعجامها ناقص بالأصل ، ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٣٥ وقارن مع المشيخة ١٣١ / أ.
(٣) من طريقه الخبر والشعر رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٩ / ٥٦٧.
(٤) بالأصل : «تسفعتهم» والصواب عن سير أعلام النبلاء.