أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا أبو الحسين المعدّل ، أنا أبو علي الحسين بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا سعيد بن يحيى بن سعيد القرشي ، حدثني أبي ، نا ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة قال :
رأيت عبد العزيز بن مروان (١) حين حضره الموت وهو يقول : ألا ليتني لم أكن شيئا مذكورا ، ألا ليتني كهذا الماء الجاري ، أو كنابتة من الأرض ، أو كراعي ثلّة في طرف الحجاز من بني نصر بن معاوية ، أو بني سعد بن بكر.
قال : ونا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني أبو غسان محمّد بن يحيى الكتّاني ، حدثني عبد العزيز بن عمران ، عن حمّاد بن موسى الحسني قال (٢) :
لما حضرت عبد العزيز بن مروان (٣) الوفاة أتى بشير يبشّره بماله الذي كان بمصر حين كان عاملا عليها عامه ، فقال : هذا مالك ، هذه ثلاثمائة مدى (٤) من ذهب ، قال : ما لي وله ، والله لوددت أنه كان بعرا حائلا بنجد (٥).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٦) :
سنة أربع وثمانين فيها مات عبد العزيز بن مروان بمصر ، فبايع عبد الملك بن مروان لابنيه الوليد وسليمان.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال :
__________________
(١) «بن مروان» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(٢) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠) ص ١٣٥ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٢٥٠.
(٣) بهامش المختصر أن هذه الرواية حصلت مع عبد الله بن عبد الملك.
(٤) المدي : مكيال في الشام ومصر ، الجمع أمداء ، وهو يسع تسعة عشر صاعا.
(٥) بالأصل : «ببحر» والمثبت عن م والمصدرين السابقين.
(٦) تاريخ خليفة ص ٢٨٩ وينقل النووي في تهذيب الأسماء واللغات والمزي في تهذيب الكمال عن خليفة أن وفاته سنة ٨٢ ه ـ.
ونقل الخبر الذهبي عن خليفة أن وفاته سنة ٨٤ وعقب على ذلك بقوله : «قلت هذا غلط» (تاريخ الإسلام حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠ ص ١٣٥).