المقرئ ، نا أبو عمرويه ، نا أيوب ، أنا ضمرة ، نا رجاء ، عن الوليد بن هشام (١) ، قال :
رفع عبد الرّحمن بن يزيد بن معاوية إلى عمر بن عبد العزيز دينا عليه أربعة آلاف ، فوعده أن يقضيها عنه ، فقال له : وكّل أخاك الوليد بن هشام ، فوكّل الوليد ، وانصرف إلى أهله ، فقال عمر للوليد : إنّي أكره أن أقضي عن رجل واحد أربعة آلاف دينار ، وإن كنت أعلم أنه إنّما أنفقها في حقّ ، قال : يا أمير المؤمنين فإنّ مما كنا نتحدث به أن من أخلاق المؤمن أن ينجز ما وعد ، قال : ويحك يا ابن هشام ، وقد وضعتني بهذا الموضع؟ فلم يقض عنه شيئا.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، نا عبد العزيز الصوفي.
ح وأخبرنا أبو الحسين (٢) بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله ، قالا : أنا أبو بكر محمّد بن عوف بن محمّد (٣) المزني ، أنا أبو العباس محمّد بن موسى بن الحسين بن السمسار ، أنا أبو بكر محمّد بن خريم (٤) ، نا هشام بن عمّار ، نا المغيرة بن المغيرة ، نا رجاء بن أبي سلمة ، عن الوليد بن هشام قال :
دخل عبد الرّحمن بن يزيد بن معاوية على عمر بن عبد العزيز ، وكان عمر يرقّ له لما هو عليه من النّسك ، فقال : يا أمير المؤمنين اقض ديني ، قال : وكم هو؟ قال : أربعة آلاف دينار ، قال : نعم ، فوكّل بها الوليد بن هشام ، فكلّم عمر ، فقال : إنّه يعظمني أن أعطي رجلا واحدا أربعة آلاف دينار ، فقلت : إنّ المؤمن لا يخلف ، فغضب ، وقال : ويحك يا ابن هشام ترى أن منزلتي بلغت في نفسي منزلة من إذا رأى الرأي أو قال القول فرأى غيره خيرا منه لا يأخذ بالذي هو خير ويدع ما سواه؟ فما أعطاه درهما واحدا.
(٥) أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسين بن خيرون ، أنا محمّد بن علي بن يعقوب ، أنا محمّد بن أحمد ، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان ، نا أبي ، قال :
كان يقال : أربعة كلهم عبد الرّحمن ، وكلهم عابد ، وكلهم من قريش : عبد الرّحمن بن زياد بن أبي سفيان ، وعبد الرّحمن بن خالد بن الوليد ، وعبد الرّحمن بن أبان بن عثمان ،
__________________
(١) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٥ / ٥٠ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠) ص ١٥٣.
(٢) في م : الحسن.
(٣) في م : «أحمد» ، وهو محمّد بن عوف بن أحمد بن محمّد المزني ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٥٠.
(٤) بالأصل وم : حريم ، تصحيف ، والصواب ما أثبت وضبط ، مرّ التعريف به.
(٥) الخبر التالي سقط من م.