حقوق الأمّة ويجهروا في طلب الاستقلال للبلاد العراقيّة بحدودها الطبيعيّة العارية عن كلّ تدخّل أجنبيّ في ظلّ دولة عربيّة وطنيّة يرأسها ملك عربيّ مسلم مقيد بمجلس تشريعيّ وطنيّ هذه هي رغباتنا لا نرضى بغيرها ولا نفتر عن طلبها ، ومنه نستمدّ الفوز وهو حسبنا ونعم الوكيل».
وكتبوا إلى الإمام الشيرازي قدسسره في كربلا بما جرى بينهم وبين الحاكم البريطاني واستفتوه في إعلان الثورة لنيل مطالبهم المندورة وأن لا مناص لهم من النضال لاسترداد حقوقهم ، ثمّ وفد إليه بعض شيوخ العشائر وسادات القبائل وعدّة من العلماء والرؤساء ووجوه الفراتيين وأقنعوه بأنّ فيهم القوّة الكاملة للقيام بها ، فتردّد الإمام في إصدار الفتوى ولم يزد على قوله (إذا كانت هذه نواياكم وهذه تعهّداتكم فالله في عونكم) فعلى هذا تفرّق الإجتماع وحلفوا بالقرآن الكريم على أنّهم يبذلون أنفسهم في سبيل إنقاذ بلادهم من يد الإنكليز فقرّروا إعلان الثورة وقامت في النجف عدّة مظاهرات واحتجاجات ، فلمّا اتسع الخرق أمر الحاكم البريطاني بالقبض على الميرزا محمّد رضا نجل الإمام الشيرازي وعلى بعض رجال كربلا الذين أقاموا حفلات المظاهرات هناك واستنكر الإمام الشيرازي هذه الأعمال الشنيعة من الحكومة استنكارا عظيما واتّضح له خطر المسألة فاستفتاه جماعة من الزعماء والرؤساء في جواز القيام بالثورة ضدّ السلطة فكتب في الجواب ما صورته :
«بسم الله الرحمن الرحيم ، مطالبة الحقوق واجبة على العراقيّين ويجب عليهم في ضمن مطالباتهم رعاية السلم والأمن ويجوز لهم التوسّل بالقوّة الدفاعيّة إذا امتنع الإنكليز عن قبول مطالبهم ـ الأحقر محمّد تقي الحائري الشيرازي».
فأصبحت هذه الفتوى الخطيرة من هذا الإمام الكبير لها الواقع العظيم في نفوس العراقيّين ووجدوا أنفسهم في قيد وثيق تجاه الحكم الشرعي ، فأعلنت الثورة في