الحكومة البريطانيّه على النجف الضرائب الباهظة منها ثلاثة آلاف بندقيّة أو بدلها ثمانية آلاف أو عشرة من الليرات الذهبيّة وقد سفّرت عدّة من الأشراف والعلماء وهدمت عدّة دور وقاسوا آلاما شديدة غير أنّ قبائل بني حجيم بقيت مرابطة في مراكزها تتبادل إطلاق الرصاص مع الجيش الإنكليزي ، ولم تزل على هذه الحالة إلى أن خمدت النائرة ودخلوا في المفاوضة فقرّر صلحهم مع الحكومة على الشروط التالية :
الأوّل : أن تكون للعراق حكومة عربيّة مستقلّة.
الثاني : أن لا تطالب قبائل بني حجيم بكلّ شيء خسرته الحكومة أثناء الثورة عدا ما تراه رجال الحكومة باقيا في أيديهم.
الثالث : أن لا تؤدّي القبائل المذكورة شيئا من الضرائب الأميريّة لسنة الثورة لعدم استطاعتهم على أدائها بسبب ما لحقهم من الضرر من جرّاء القيام بالثورة.
الرابع : أن يأخذوا على عهدتهم محافظة السكّة الحديديّة التي هي بحدودهم.
الخامس : أن يتعهّدوا بتوطيد الأمن والسلام في جميع أراضيهم.
السادس : أن يسلّموا إلى الحكومة ألفين وأربعمائة بندقيّة.
وقد وقّعوا على هذه الشروط وبه تمّ الصلح بينهم وبين الحكمومة فكانوا هؤلاء الأبطال كلّهم من رجال الشيعة وهم مقيمون في لواء الديوانيّة وهم الذين أقاموا عرش العراق وبذلوا النفس والنفيس في سبيله ، وهم السبب الوحيد لتشكيل الحكومة العربيّة وهم أوّل من أعلن الثورة وآخر من خضع للسلطة.
تلاميذ الإمام الشيرازي
تخرّج من مجلس بحثه جمع من الأعلام المبرّزين منهم العلّامة الشيخ كاظم