ابن طاوس قال : كنت بسرّ من رأى وسمعت سحرا في السرداب المطهّر دعاء القائم عجّل الله تعالى فرجه فحفظت منه الدعاء.
الحادية عشرة : حكاية السيّد محمّد تقي الشهرستاني
رأيت بخطّ العلّامة الحجّة الميرزا محمّد الطهراني نزيل سامرّاء دام وجوده وقد نقل هذه الحكاية وأدرجها في مستدركه على البحار ، قال : حدّثني السيّد الثقة الجليل والعالم العيلم النبيل السيّد علي أصغر الشهرستاني قدسسره قال : زار والدي السيّد محمّد تقي في سامرّاء ومعه السيّدة الجليلة العلويّة والدتي طاب ثراها راكبين على بغل عليه محمل وكانت والدتي في أحد شقّي المحمل مع طفل رضيع لها ، وفي الشقّ الآخر أخي المرحوم السيّد آغا علي واثنان من إخوتي الصغار ، والوالد راكب على دابّة أخرى ، كانوا يمشون متفرّقين في الجادّة مع القافلة ، ولمّا بلغوا إلى ثلاثة فراسخ من سامرّاء أعيت الدابّة التي كان عليها المحمل والولد مع القافلة والمحمل تأخّر عنها حتّى غابت القافلة ، فوقفت الدابّة حتّى لا تتقدّم خطوة والمكاري كان يمشي ورائها ، فلمّا رأى هذه الحالة غلب عليه الخوف فجاء إلى العلويّة فتمثّل بين يديها وقال : أيّتها العلويّة ، إنّ الدابّة أعيت عن المشي كما تريها ، والطريق مخوف ، فتوسّلي بأجدادك الطاهرين وإلّا فما أظنّ أن ننجو من هذه الهلكة لأنّ الطريق لا يخلو من اللصوص والفتّاكين.
فاضطربت العلويّة وجزعت وبكت وتوسّلت بصاحب السرداب المطهّر ، وبينما هي كذلك فإذا بسيّد كأنّ وجهه يلمع من النور ، عليه آثار الأبّهة والجلالة ، وقد ظهر من بين تلك التلال والأودية ، عليه ثياب بيض فاخرة ، فنظر إلى تلك الدابّة التي عليها المحمل نظرا حادّا وتبسّم وغاب ، وإذا بالدابّة التي كانت قد أعيت حتّى