وقفت عن المشي كأنّها صار لها جناحان فجعلت تمشي بأسرع مشي وأحسنه حتّى وردوا إلى سامرّاء قبل نزول القافلة بزمان ، ولم يمرّوا بالقافلة في طريقهم ولم يروا أحدا منهم ، نزلوا في الدار التي كان نزل بها ابن عمّنا العلّامة الحاجّ الميرزا محمّد حسين الشهرستاني ، وكان قد زار قبلهم ، ولمّا رآهم وردوا قبل الزوّار تعجّب من ذلك وقال : كيف وردتم قبل نزول القافلة منفردين مع هذا الطريق المخوف؟ ثمّ ورد السيّد مع القافلة بعدهم بزمان وكانوا في غاية التشويش والاضطراب لفقدهم ذلك المحمل ، فلمّا رأوهم فرحوا وعلموا أنّه من بركات الإمام المنتظر عليهالسلام ، فحمدوا الله حمد الشاكرين.
الثانية عشرة : عروض العمى على السيّد شاهر وزواله
حدّث العلّامة النوري قدسسره في دار السلام (١) عن الثقة الأمين آقا محمّد الشمّاع ، قال : إنّ السيّد شاهر كان أخا للسيّد حسين الكليدار والد السيّد علي الكليدار ـ الذي تشيّع بسبب شيخنا الأستاذ العلّامة الشيخ عبد الحسين الطهراني أعلى الله مقامه ـ وكان نائب أخيه في فتح أبواب الروضة المقدّسة للعسكريّين عليهماالسلام وإغلاقها ، قال : كنت ليلة في الحرم الشريف إلى أن خرج من كان فيه ولم يبق أحد ، فأردت إغلاق الباب فأغلقت أحد البابين ، ولمّا أردت إغلاق الآخر رأيت سيّدا جليلا نبيلا دخل الحضرة في غاية من السكينة والوقار بتمام الخشوع ، فقلت : لعلّه يخفّف في زيارته ، فما منعته عن الدخول ، وكان بيده كتابا ، فلمّا استقرّ تجاه القبر المطهّر شرع في الزيارة الجامعة الكبيرة بترتيل واطمينان ويبكي في خلالها بكاء شديدا ، فدنوت منه وسألت منه التخفيف فيها والتعجيل في الخروج ، فلم يلتفت
__________________
(١) دار السلام : ٢٨٤.