فجئت واستسلبته منه فما |
|
أدار لي لحظا ولا أجرى فما |
فلم أمل حتّى وجدت عيني |
|
عمياء لم تبصر لذات البين |
ورحت أمشي مشية الذليل |
|
رجليّ حيرى ويدي دليلي |
وصرت بالباب على تربّص |
|
أن سيعود بالرضا مخلصي |
وجاء فاقتنصته مستعطفا |
|
فأخذ الكتاب منّي وعفا |
من بعد ما استشفعت بالأئمّه |
|
ورمت منه لعيوني الرحمه |
فعاد في عيني ذاك النور |
|
كأنّما في يده الأمور |
وما عرفت أين عنّي قد خرج |
|
في الأرض غار أو إلى السما عرج |
فصرت لا أمنع من قد زارا |
|
ولا أصدّ الليل والنهارا |
الثالثة عشرة : رؤيا العلّامة الآغا علي رضا الاصبهاني
جاء في دار السلام (١) ما هذا لفظه ، قال : حدّثني العالم العيلم الآقا علي رضا الاصفهاني قدسسره قال : دخل في اصفهان فتى من أعيان بلد كردستان لحاجة عرضت له ، فلمّا طال زمان مكثه دعته الضرورة أن طلب منّي أربعين تومانا فوفيته له ثمّ رجع إلى بلده وأرسل إليّ المبلغ المذكور وزاد عليه أربعة توامين من جهة ربحه ولم أكن أطلبه منه شرعا ، فأخذته وصرفته في حوائجي.
فرأيت ليلة في المنام كأنّ قائلا يقول لي : كيف بك إذا حميت تلك الدراهم فتكوى بها جسدك ولم أعرف القائل ، فانتبهت فزعا مذعورا ولم يكن عهدي التكسّب من مثله غير تلك الواقعة. ثمّ مضى على ذلك قريب من سبع سنين وأخذ منّي رجل سبعين تومانا ورجع إلى بلده فطال الزمان ، فلمّا ردّه بعد تعب ومطالبة
__________________
(١) دار السلام : ٢٩٣.