الكمبانيّة واشتغلوا بشراء الأراضي وبناء المخازن وإحضار المكائن والآلات والأدوات وانتشر الخبر في الآفاق ونشر ذلك في الجرائد وهتفوا بخطأ هذه المعاملة وقالوا : إنّ دخانيّه اصبهان وحدها في سنة واحدة تبلغ عشرين ألف ليرة وطعنوا بالسلطان وكثر اللغط ، فبينماهم كذلك إذ جاء من لندن جماعة من الأجانب لا يقلّ عددهم عن مائة ألف نسمة بين رجال ونساء ودخلوا طهران وشرعوا في تنفيذ مقاصدهم وأرسلوا في كلّ بلد من بلاد إيران عدّة من هيئتهم وقويت بذلك كلّ ملّة في إيران سوى ملّة الإسلام ، وكثرت الفواحش وشرب الخمور.
فلم تزل كلّ يوم تكثر هذه الدواهي وقد فتح الأجانب المدارس لدعوة الناس إلى مذهب المسيح وجعلوا المبشّرين (الپرتستانت) في جميع المستشفيات ينفقون أموالا جمّة على الفقراء والمساكين ويستخدمون بنات الإسلام وفتيانها ، وصار المسلمون مقهورين تحت أيديهم ، وفرّقوا أربعمائة ألف تومان بين الأمراء والحكّام ليوافقوهم في تنفيذ مقاصدهم.
وابتاعوا قطعة أرض قرب حديقة الإيلخاني بخمسة وأربعين ألف أشرفي وأنفقوا لعمارتها مائة وخمسين ألف ليرة وجعلوها مسوّرة بسور رفيع حصين ونصبوا على أبراجها مدافع ، وكان قطر السور أربعة أذرع ، فلمّا فرغوا من استحكاماتهم في طهران أرسلوا هيئة إلى شيراز فلمّا قربوا من البلدة وانتشر خبر قدومهم فيها اجتمع الأشراف عند علمائهم وأنكروا هذا العمل فوافقهم العلماء في ذلك مصلحة لديهم وإصلاحا لمفاسد أمورهم فأخبر بذلك أصحاب الامتياز فخافوا أن يدخلوا البلدة إلى أن سيّرت الحكومة السيّد العلّامة الحاج السيّد علي أكبر الذي كان من قدوة العلماء في شيراز إلى أبو شهر خفية ، فلمّا علم بذلك أهل البلدة هاجوا وماجوا واضطربت الأمور وعطّلت الأسواق ولاذوا بالحضرة المقدّسة حضرة السيّد أحمد بن موسى بن جعفر عليهمالسلام الذي يعرف ب «شاه چراغ»